دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 43

له في الدنيا، يجعل صدره ضيقاً حرجاً حتّى يشكّ في كفره، ويضطرب من اعتقاده قلبه، حتّى يصير كأنما يصعد في السماء، كذلك يجعل اللَّه الرجس على الذين لا يُؤمِنون ۱ .
وعن جابر بن يزيد الجُعْفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليه السلام قال: سألته عن معنى لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه. فقال: معناه: لا حول لنا عن معصية اللَّه إلّا بعون اللَّه، ولا قوّة لنا على طاعة اللَّه إلّا بتوفيق اللَّه عزّوجلّ ۲ .
وعن محمد بن أبي عمير، قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عن معنى قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عليهم السلام الشقيّ من شقي في بطن اُمه، والسعيد من سعد في بطن اُمه.فقال: الشقي من علم اللَّه وهو في بطن اُمه أنه سيعمل أعمال الأشقياء، والسعيد من علم اللَّه وهو في بطن اُمه أنه سيعمل أعمال السعداء.
قلت له: فما معنى قوله صلى الله عليه وآله: اعملوا فكل ميسّر لما خلق اللَّه؟ فقال: إن اللَّه عزوجل خلق الجن والانس ليعبدوه ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك قوله عزوجل: (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون)۳ فيسّر كلاً لما خلق له، فالويل لمن استحبّ العمى على الهدى ۴ .

6 - تنزيه الأنبياء عن المعاصي.

ذهب الحشوية إلى أنّ الأنبياء يفعلون الكبائر قبل النبوّة، ومنهم من ذهب الى جوازها في حال النبوّة سوى الكذب فيما يتعلّق بتبليغ الشريعة، وذهب أهل البيت عليهم السلام الى القول بعصمة الأنبياءعليهم السلام جميعاً من المعاصي كبيرها وصغيرها قبل النبوّة وبعدها.

1.التّوحيد: ۲۴۲/۴

2.التّوحيد: ۲۴۲/۳، الاحتجاج:۴۱۲

3.الذاريات:۵۱/۵۶

4.التوحيد: ۳۵۶ /۳

الصفحه من 107