دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 46

بأنهم لم يُقتلوا ولم يموتوا بل شبّه لهم، والقول بتفضيل الأئمةعليهم السلام على النبي في مكارم الأخلاق، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة التي رفضها الائمةعليهم السلام جملة وتفصيلاً، وذهب بعض الغلاة إلى ادعاء البابية أو الامامة أوالنبوة.
وفِرق الغلاة كثيرة، منهم: العليائية والمخمسة والغرابية والبزيعية والبيانية والخطابية والشعيرية والمغيرية والمنصورية، وغيرهم من فرق الضلال المنقرضة، التي نشأت لأسباب عديدة، منها سياسية تهدف إلى طلب الرئاسة والزعامة، أو الحطّ من مكانة الأشخاص الذين يغالون فيهم والتقليل من شأنهم، ومنها المصالح الشخصية الهادفة إلى احتواء أموال الناس وأكلها بالباطل، ومنها النزوات الشاذة التي جعلت أصحابها يتمردون على شرعة اللَّه سبحانه، فأباحوا المحرمات واستخفوا بالعبادات، ومهما كان السبب فإن الغلو ظاهرة طارئة نشأت بدعم موجّه من قبل أعداء الإسلام الذين ما انفكوا يتربصون به الدوائر، ليسلبوا مبادءه من نفوس أبنائه، ويشوّهوا مفاهيمه ومعتقداته ومن قبل الخلفاء والأمراء والأعداء الذين أرادوا تشويه سمعة المذهب الحقّ.
وقد قطع الأئمة المعصومون عليهم السلام الطريق أمام هذا المدّ الفكري الهدّام، وحاربوه بكلّ ما بوسعهم من عناصر القوة والامكان، للحيلولة دون انتشاره، فبينوا أن الغلو كفر وشرك وخروج عن الإسلام، وتبرءوا من الغلاة ولعنوهم، وحذّروا شيعتهم منهم، وكشفوا عن تمويهاتهم وافتراءاتهم، وردّوا على أباطيلهم.
قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة: إياكم والغلو فينا، قولوا: عبيد مربوبون، وقولوا في فضلنا ما شئتم، من أحبنا فليعمل بعملنا، وليستعن بالورع ۱ .
وقال الإمام الصادق عليه السلام: لعن اللَّه من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، لعن اللَّه

1.الخصال: ۶۱۴ / ۱۰

الصفحه من 107