أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال اللَّه عزَّ وجلَّ: (ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدواً بِغيرِ عِلمٍ)۱.
وعن إبراهيم بن محمد ومحمد بن الحسين عنه عليه السلام قال: نحن آل محمد النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي ۲ .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: سيهلك فيَّ صنفان: محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحقّ، وخير الناس فيَّ حالاً النمط الأوسط فالزموه ۳ .
8 - تصحيح مفاهيم في الامامة.
لقد بيّن أهل البيت عليهم السلام أنّ الامامة لا تكون بالشورى والاختيار، بل هي تخضع للإرادة الربانية، وهو تعالى يجتبي من عباده ما يشاء لهذا المنصب الخطير، وقد تصدّى الأئمة: لبيان هذاالأصل العقائدي، مصرّحين بحقّهم بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله، وتمالئ الاُمّة على استلاب هذا الحقّ منهم، وذلك في نصوص واحتجاجات عديدة يصعب حصرها، ولذا اقتصرنا على بعض ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو على قسمين:
الأول: بيان حقهم عليهم السلام في الخلافة
۰.قال أمير المؤمنين عليه السلام:لا يقاس بآل محمدصلى الله عليه وآله من هذه الاُمّة أحدٌ، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيى ءُ الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حقّ الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله، ونقل إلى منتقله ۴ .
1.عيون أخبار الرضاعليه السلام ۱: ۳۰۴ / ۶۳، والآية من سورة الأنعام: ۶ / ۱۰۸
2.الكافي ۱: ۱۰۱ / ۳
3.نهج البلاغة: ۱۸۴ - الخطبة ۱۲۷
4.نهج البلاغة: ۴۷ - الخطبة ۲