علم النجوم.
فقال عليه السلام: أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء، وتخوّف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضرّ ؟! فمن صدّق بهذا فقد كذّب القرآن، واستغنى عن الاعانة باللَّه في نيل المحبوب ودفع المكروه. وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه، لانك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع، وأمن الضرّ، ثم أقبل عليه السلام على الناس فقال: أيها الناس، إياكم وتعلّم النجوم إلا ما يهتدى به في برّ أو بحر، فإنها تدعو إلى الكهانة، والمنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار. سيروا على اسم اللَّه۱.
وقال له عليه السلام العلاء بن زياد الحارثي: يا أمير المؤمنين، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد، قال: وماله ؟ قال: لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا. قال: عليَّ به. فلما جاء قال : يا عديّ نفسه، لقد استهام بك الخبيث، أما رحمت أهلك وولدك. أترى اللَّه أحلّ لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها؟! أنت أهون على اللَّه من ذلك.
قال: يا أمير المؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟
قال: ويحك إني لست كأنت، إنّ اللَّه فرض على أئمة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيّغ بالفقير فقره ۲ .
وقد استطاع عليه السلام أن يصحح كثيراً من الانحرافات، ويتدارك مزيداً من الافراطات، وأن يعيدها الى صورتها الاولى، وتمكّث في بعضها بسبب ما وصفه من المداحض التي حالت دون ما يريد منتطراً استعادة وعي الاُمّة واستثارة الطاعة فيها، إذ « لا رأي لمن لا يطاع » كما يقول عليه السلام ۳ .
قال عليه السلام: لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيّرت أشياء.
1.نهج البلاغة:۱۰۰ - الخطبة ۷۹
2.نهج البلاغة: ۳۲۴ - الخطبة ۲۰۹
3.نهج البلاغة:۷۱ - الخطبة ۲۷