يقول محمد عبده: المداحض: المزالق، يريد بها الفتن التي ثارت عليه، ويقول إنه لو ثبتت قدماه في الأمر، وتفرّغ، لغيّر أشياء من عادات الناس وأفكارهم التي تبعد عن الشرع الصحيح ۱ .
ويقول ابن أبي الحديد: لسنا نشكّ أنه كان يذهب في الأحكام الشرعية والقضايا إلى أشياء يخالف فيها أقوال الصحابة، نحو قطعه يد السارق من رؤوس الأصابع، وبيعه أُمهات الأولاد، وغير ذلك، وإنما كان يمنعه من تغير أحكام من تقدّمه اشتغاله بحرب البغاة والخوارج، وإلى ذلك يشير بالمداحض التي كان يؤمل استواء قدميه منها، ولهذا قال لقضاته:اقضوا كما كنتم تقضون حتى يكون للناس جماعة، فلفظة (حتى) هاهنا مؤذنة بأنه فسح لهم في اتباع عادتهم في القضايا والأحكام التي يعهدونها إلى أن يصير للناس جماعة... ۲ .
وكان من جملة البدع التي تصدّى لها علي عليه السلام صلاة التراويح التي ظهرت في أيام عمر وبقيت الى خلافته عليه السلام، ولكن حالت المداحض التي ذكرها دون ما يريد.
جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد عن السيد المرتضى: أن عمر خرج في شهر رمضان ليلاً فرأى المصابيح في المسجد، فقال: ما هذا ؟ فقيل له: إن الناس قد اجتمعوا لصلاة التطوع! فقال: بدعة فنعمت البدعة!
فاعترف - كماترى - بأنها بدعة، وقد شهد الرسول صلى الله عليه وآله أن كلّ بدعة ضلالة.
وقد روي أن أمير المؤمنين عليه السلام لما اجتمعوا إليه بالكوفة، فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلّي بهم نافلة شهر رمضان، زجرهم وعرفهم أن ذلك خلاف السنة، فتركوه واجتمعوا لأنفسهم وقدموا بعضهم، فبعث إليهم ابنه الحسن عليه السلام، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرّة، فلمّا رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا: وا عمراه ! ۳ .
1.نهج البلاغة / شرح محمد عبده ۳: ۲۱۹ - الحكمة ۲۷۲
2.شرح ابن أبي الحديد ۱۹: ۱۶۱
3.شرح ابن أبي الحديد ۱۹: ۱۲/۲۸۳