3 - الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي
ويمكن ملاحظته في اتجاهين:
أولاً - الغاء القطائع وكلّ مظاهر الاستئثار.
وقف أمير المؤمنين عليه السلام موقفاً حاسماً تجاه القطائع التي جعلها عثمان ملكاً لأوليائه وأعوانه وولاته الاُمويين، فبنوا القصور، واتخذوا الدور، وانصرفوا الى الترف والدعة واللهو، فاشتروا الجواري والقيان، وارتكبوا المحرمات، وتحوّلت أموال المسلمين الى طعمة لقلّه قليلة من المتنفّذين الذين أطلق عثمان العنان لهم في الاستئثار بحقوق الناس، ولقد حذّر أمير المؤمنين عليه السلام عثمان من هذا الواقع قبل مقتله.
روى الواقدي في كتاب (الشورى ) عن ابن عباس أنه عليه السلام قال لعثمان: وانظر هل بقي من عمرك إلا كظمى ء الحمار، فحتى متى وإلى متى ! ألا تنهى سفهاء بني أمية عن أعراض المسلمين وأبشارهم وأموالهم ! واللَّه لو ظلم عامل من عمالك حيث تغرب الشمس لكان إثمه مشتركاً بينه وبينك.
قال ابن عباس: فقال عثمان: لك العتبى، وافعل واعزل من عمالي كلّ من تكرهه ويكرهه المسلمون، ثمّ افترقا، فصدّه مروان بن الحكم عن ذلك، وقال: يجترئ عليك الناس، فلا تعزل أحداً منهم ! 1 .
وقد أعلن أمير المؤمنين عليه السلام سياسته المالية القائمة على عدم الأثرة قبل البيعة، وشدّد على أن يكون ذلك شرطاً أساسياً فيها، وكأنه يعلم أن تلك السياسة ستكون سبباً من أسباب نكث البيعة من قبل الطبقة المتنفّذة من قريش.
قال عليه السلام: إنكم قد اختلفتم إليّ، وأتيتم وإني قائل لكم قولاً إن قبلتموه قبلت
1.شرح ابن أبي الحديد ۹: ۱۵