دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 85

في الثرى حلولها؟!.
واللَّه لقد رأيت عقيلاً وقد أملق حتى استماحني من برّكم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم، كأنما سوّدت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكداً، وكرّر عليّ القول مردداً، فأصغيت إليه سمعي، فظنّ أني أبيعه ديني، وأتبع قياده مفارقاً طريقي، فأحميت له حديدةً، ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضجّ ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها. فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل، أتئن من حديدةٍ أحماها إنسانها للعبه، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه، أتئنّ من الأذى، ولا أئنّ من لظى ۱ .
وكان عليه السلام شديداً في مراقبة عمّاله ومحاسبتهم إذا بدر منهم أيّ مظهر من مظاهر الاستئثار بحقوق المسلمين، وحريصاً على تطبيق هذه السياسة الى آخر المدى. فمن كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني - وهو عامله على أردشير خرّه -: بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت إلهك، وأغضبت إمامك ؛ أنك تقسم في المسلمين الذي حازته رماحهم وخيولهم، وأريقت عليه دماؤهم، فيمن اعتامك من أعراب قومك. فوالذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لئن كان ذلك حقاً لتجدنّ بك عليَّ هواناً، ولتخفنّ عندي ميزاناً. فلا تستهن بحقّ ربك، ولا تصلح دنياك بمحق دينك فتكون من الأخسرين أعمالاً. ألا وإن حقّ من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفي سواء، يردون عندي عليه ويصدرون عنه ۲ .

ثانياً المساواة

لما ولي عمر بن الخطاب ألغى نظام التسوية في توزيع العطاء، وحدّد معايير فضّل فيها بعض الناس على بعض، منها: السابقة والهجرة والنسب وغيرها،

1.نهج البلاغة ۳۴۶ الخطبة ۲۲۴

2.نهج البلاغة ۴۱۵ الكتاب ۴۳

الصفحه من 107