دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 91

ثالثاً مراقبة السوق

حارب عليه السلام المفاسد التي درج الناس عليها في التعامل، كالاحتكار وعدم الوفاء بالكيل والإجحاف في الأسعار وغيرها، فقد كان عليه السلام يطوف في الأسواق ومعه الدِرّة، يأمرهم بتقوى اللَّه وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان ۱ .
وجاء في عهده عليه السلام إلى مالك الأشتر حين ولّاه على مصر:...فامنع من الاحتكار، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله منع منه، وليكن البيع بيعاً سمحاً؛ بموازين عدلٍ وأسعار لاتجحف بالفريقين من البائع والمبتاع، فمن قارف حكرةً بعد نهيك؛ فنكّل به، وعاقبه في غير إسراف ۲ .

4 - في مجال الحرب

1 - لم يكن علي عليه السلام في حروبه إلا طالباً للاصلاح، متفانياً من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، وإظهار معالم الحقّ.
قال نصر: وفي حديث عمر بن سعد قال: وكتب علي عليه السلام إلى عماله، فكتب إلى مخنف بن سليم: سلام عليك، فإني أحمد اللَّه إليك الذي لا إله إلا هو. أما بعد فإن جهاد من صدف عن الحقّ رغبة عنه، وهبّ في نعاس العمى والضلال اختياراً له، فريضة على العارفين. إنّ اللَّه يرضى عمن أرضاه، ويسخط على من عصاه. وإنا قد هممنا بالمسير إلى هؤلاء القوم الذين عملوا في عباد اللَّه بغير ما أنزل اللَّه، واستأثروا بالفي ء، وعطّلوا الحدود، وأماتوا الحق، وأظهروا فى الأرض الفساد، واتخذوا الفاسقين وليجة من دون المؤمنين، فإذا وليّ للَّه أعْظَمَ أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه، وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبّوه وأدنوه وبرّوه، فقد أصرّوا على

1.الاستيعاب ۳: ۴۸.

2.نهج البلاغة بتحقيق الصالح: ۴۳۸ / الكتاب ۵۳

الصفحه من 107