دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 92

الظلم، وأجمعوا على الخلاف. وقديماً ما صدّوا عن الحقّ، وتعاونوا على الإثم وكانواظالمين.
فإذا أتيت بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك، وأقبل إلينا لعلك تلقى هذا العدو المحلّ، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتجامع الحقّ وتباين الباطل، فإنّه لا غناء بنا ولا بك عن أجر الجهاد. وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلىّ العظيم.
وكتب عُبيدُ اللَّه بن أبىّ رافع سنة سبع وثلاثين ۱ .
2- مراسلات أمير المؤمنين عليه السلام مع أعدائه الذين حاربوه واحتجاجاته عليهم ووصاياه الى جنده، تكشف عن حلمه وصفحه وحرصه على حقن دماء المسلمين، وأنه تقيّل سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في سيرته الحربيه مع أعدائه.
قال ابن أبي الحديد: وحاربه أهل البصرة وضربوا وجهه ووجوه أولاده بالسيوف، وشتموه ولعنوه، فلمّا ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه في أقطار العسكر: ألا لا يتبع مولٍ، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل مستأسر، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن تحيّز إلى عسكر الامام فهو آمن. ولم يأخذ أثقالهم، ولا سبى ذراريهم، ولا غنم شيئاً من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كلّ ذلك لفعل، ولكنّه أبى إلا الصفح والعفو، وتقيّل سنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة، فإنه عفا والأحقاد لم تبرد، والاساءة لم تنس ۲ .
وقال نصر: حدثنا عمر بن سعد، بإسناده عن عبد اللَّه بن جندب، عن أبيه: أن علياًعليه السلام كان يأمرنا في كلّ موطن لقينا معه عدوه، فيقول: لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم، فهي حجة أخرى لكم عليهم، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا

1.وقعة صفين: ۱۰۴

2.شرح ابن أبي الحديد ۱:۲۳

الصفحه من 107