دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 95

الثاني: ثورة الحسين عليه السلام

إن تاريخ الإسلام الجهادي قد حوى معارك فاصلة ثلاثاً:
الاُولى كانت على التنزيل، وكان قائدها النبي المصطفى محمّدصلى الله عليه وآله، وقد واجه فيها أعتى الكفار والمشركين، فضرب خراطيمهم حتّى قالوا: لا إله إلّا اللَّه.
والمعركة الفاصلة الثانية كانت على التأويل وقائدها أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وقد نازل فيها الناكثين والمارقين والقاسطين، فبقر الباطل حتّى أخرج الحق من خاصرته، وفقأ عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيره عليه السلام.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا عليّ، تقاتل على التأويل، كما قاتلت على التنزيل ۱ .
ووقعة الطفّ تعدّ المعركة الفاصلة الثالثة في تاريخ الاسلام الجهادي، وكان بطلها الإمام الحسين بن عليّ ابن أمير المؤمنين عليه السلام، وابن بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله الزهراءعليها السلام، وسيّد شباب أهل الجنّة، وثالث أئمة المسلمين بعد أبيه وأخيه الحسن، وخامس أهل الكساء الذين اختارهم اللَّه تعالى لمباهلة نصارى نجران، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
الحسين عليه السلام يمثل الصورة المثلى للإسلام في سيرته وسلوكه وخطه الرسالي الأصيل، وهو تمثيل لشخص الرسول صلى الله عليه وآله في الخصائص ومكارم الأخلاق والسيرة والسلوك وجميع المواقف، فقد قال جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله: حسين مني وأنا من حسين، أحبّ اللَّه من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط ۲ . وقال صلى الله عليه وآله: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ۳ .

1.أمالي الطوسي: ۳۵۱/۷۲۶، شرح النهج لابن أبي الحديد ۲: ۲۷۷، و۳: ۲۰۷ و۱۴: ۴۳، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ۲: ۶۳۷/۱۰۸۳

2.التاريخ الكبير/ البخاري ۸: ۴۱۵/۳۵۳۶، سنن الترمذي ۵: ۶۵۸/۳۷۷۵، سنن ابن ماجة ۱: ۱۵۱/۱۴۴، مسند أحمد ۴: ۱۷۲، مصابيح السنة ۴: ۱۹۵/۴۸۳۳، اُسد الغابة ۲: ۱۹

3.مجمع البيان ۲: ۷۶۳، الفصول المختارة: ۳۰۳

الصفحه من 107