دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 96

لقد واجه الامام عليه السلام وضعاً متردياً عاشته الاُمّة في عهد طغاة بني اُمية، الذين انحرفوا عن خطّ الإسلام الصحيح، فأشاعوا مظاهر الفساد والإرهاب، وعادوا إلى أحقادهم الجاهلية المقيتة، في مواجهة الخطّ الرسالي السليم الذي يتبناه أهل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه وآله، وارتدوا في هذه المواجهة جلباب الإسلام، ليحفظ لهم سلطانهم ويزيّن لهم صورتهم الشوهاء.
لقد استهتر الأمويون بقيم وتعاليم الإسلام، وأسرفوا في تعاطي المنكرات، ومارسوا أبشع أنواع الظلم والجور مع الصلحاء والأبرياء، فتعرّضت القيم والمثل الاسلامية العليا إلى التزييف والتحريف بشكل لا يستساغ معه السكوت والركون. ومن هنا فان ثورة الامام الحسين عليه السلام تمثّل أعلى مراحل التضحية والفداء التي بذلها أهل البيت عليهم السلام من أجل الاصلاح واقامة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي استشرى في أوصال الاُمة.
فهذا يزيد (لعنه اللَّه) قد تنصّب خليفة للمسلمين بعهدٍ من أبيه معاوية، وهو يتجاهر بالكفر والفسوق وأنواع الرذيلة، وقد وصفه المؤرخون بأنه صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود ومنادمة ۱ ، وأنّه كان يُلبِس كلاب الصيد أساور الذهب والجلال المنسوجة منه، ويهب لكلّ كلبٍ عبداً يخدمه ۲ .
وقال فيه عبداللَّه بن حنظلة وهو يخاطب الغزاة من جيش يزيد: يا قوم، اتقوا اللَّه وحده لا شريك له، فواللَّه ماخرجنا على يزيد بن معاوية حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء، إن رجلاً ينكح الاُمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة، واللَّه لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت للَّه فيه بلاءًحسناً ۳ .

1.مروج الذهب ۳: ۶۷

2.الفخري في الآداب السلطانية: ۵۵

3.الطبقات الكبرى ۵: ۶۶

الصفحه من 107