دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 97

هذا هو يزيد الذي أراد من الإمام الحسين عليه السلام أن يبايعه!
فكان جواب الامام عليه السلام لعامل يزيد على المدينة الوليد بن عتبة أن قال له بكل عزم وإصرار: أيها الأمير، إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح اللَّه وبنا يختم، ويزيد رجل شارب الخمور، وقاتل النفس المحترمة، ومعلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالخلافة ۱ .
لقد أبَى الحسين عليه السلام أن يُبايع ليزيد، فخرج عليه السلام بعياله وأعزّته وأهل بيته وأنصاره الصادقين إلى مكّة، بعد أن ألقى نظرة الوداع على قبر جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله، فليس ثمّة أحد أحقّ بالنهضة لأجل إصلاح وتغيير الوضع المتردّي في الاُمة غير الإمام الحسين عليه السلام، فحدّد سلفاً أهداف ثورته، فكانت الدعوة الى العمل بكتاب اللَّه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، ومواجهة الجور والاستبداد، وإحياء معالم الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطلب الإصلاح في الاُمّةعليه السلام.
فكتب عليه السلام إلى رؤوس الأخماس والأشراف بالبصرة كتاباً مع مولى له يقال له سليمان، جاء فيه: قد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللَّه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، فان السنّة قد أُميتت، وإن البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري، أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة اللَّه ۲ .
روى أبو مخنف عن عقبة بن أبي العيزار: أن الحسين عليه السلام خطب أصحابه وأصحاب الحرّ، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم اللَّه، ناكثاً لعهد اللَّه، مخالفاً لسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، يعمل في عباد اللَّه بالاثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على اللَّه

1.الفتوح لابن أعثم ۵: ۱۴، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ۱: ۱۸۴

2.تاريخ الطبري ۵: ۳۵۷

الصفحه من 107