دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 98

أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفي، وأحلّوا حرام اللَّه، وحرموا حلاله، وأنا أحقّ من غيّر... ۱ .
وقال عليه السلام: ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدي، اُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحقّ فاللَّه أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي اللَّه بيني وبين القوم الظالمين۲.
خرج الحسين عليه السلام مصمّماً على تحقيق أهداف نهضته حتّى ولو أدّى إلى أن يُضرّج بدمه على رمال الطفّ، وكان عليه السلام يقول: إني لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا برماً۳.

وفي صبيحة اليوم العاشر من المحرّم، زحف القوم لقتال ابن بنت الرسول صلى الله عليه وآله، فبالغ في الإعذار لهم والإنذار من غضب الجبّار والنصيحة والموعظة، فكان الجواب هو أن سدّد عمر بن سعد بسهم نحو عسكر الحسين عليه السلام وقال: اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى! ثمّ رمى الناس، فلم يبق من أصحاب الحسين عليه السلام أحد إلّا أصابه من سهامهم، فأذن الإمام عليه السلام لأصحابه وأهل بيته بالقتال، فتقدّموا إلى الشهادة، وتسابقوا إلى نيل الرضوان، وخاضوا حرباً تطايرت فيها الأيدي وقطعت فيها الرؤوس، فسجّلوا ملحمة البطولة والفداء بدمائهم الزكية.
ومضى عليه السلام من أجل الاصلاح مضرّجاً بدم الشهادة، شاهداً على أهل زمانه، شهيداً من أجل رسالة الإسلام ومبادئه الحقة.

1.تاريخ الطبري ۵: ۴۰۳، الكامل في التاريخ ۴: ۴۸

2.الفتوح لابن أعثم ۵: ۲۳، المناقب لابن شهرآشوب ۴: ۸۹، بحار الأنوار ۴۴: ۳۲۹

3.حلية الأولياء ۲: ۳۹، الملهوف: ۱۳۸، بحار الأنوار ۴۴: ۱۹۲ و۳۸۱

الصفحه من 107