الاستبصار في النص علي الأئمة الاطهار - الصفحه 108

النَّاسخ، فلو يعلم أنَّه منسوخ لرفضه.
وَ رَجُلٌ رابِعٌ لَم يكذِبْ عَلَى اللّهِ وَلا عَلى رَسوله بُغضا للكَذِبِ وَخوفا مِن اللّه عَزّوَجَلّ وَتَعظيما لِرَسُولِ اللّه صلى الله عليه و آله، ولَم يَهِم ۱ بَل حَفِظَ الحَديثَ عَلى وَجهِه وجاء بهِ كما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، حفظ الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، وإنّ أمر رسول اللّه ونهيه مثل القرآنِ ناسخ ومنسوخ، وعامّ وخاصّ، ومحكم ومتشابه، فكان يكون من رسول اللّه صلى الله عليه و آله الكلام له وجهانِ: عامٌّ وكلام خاصّ، مثل أن يسمعه من لا يعرف ما عنى اللّه عزّوجلّ به وما عنى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله، كانَ يسأله ويستفهمه، حتّى أنّهم كانوا يحبّون أن يجيء الأعرابيّ والطارئ لِيَسأل ۲ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه و آله حتّى يَسمَعوا، وكنت أنا أدخل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله كلّ يومٍ دخلةً وكلّ ليلةٍ دخلة يخليني فيها، وقد علم أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه لم يكن يصنع ذلك بأحدٍ غيري ، وكنتُ إذا سأَلت أجَابني، وإذا سكتُّ ابتدأني، ودَعا اللّهَ أن يُحفّظني ويفهّمني، فما نسيت شيئا قطّ مُذ دعا لي، فإنّي قلت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله (يا نبيّ اللّه ، إنّك مذ دعوت لي بما دعوتَ) ۳ لَمْ أَنسَ شيئا ممّا تُعَلّمني، فلِمَ تُمْلِه عَليَّ، ولِمَ تأمرُني بكَتبه، أتخاف ۴ علَيَّ النِّسيان؟
فقال: يا أخي، لست أتخوَّف عليك النسيان ولا الجهل، وقد أخبرني اللّه عزّوجلّ أنّه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون بعدك، وإنّما تكتبه لهم.

1.كذا في جميع النسخ .

2.فيسأل .

3.بين القوسين من المرعشيّة ، ص ۲۳

4.في ط، نسخة بدل (أيتخوّف) .

الصفحه من 134