الاستبصار في النص علي الأئمة الاطهار - الصفحه 99

الفهم وانتقادك، وما تحثّك نفسُك عليه، وتدعوك همّتُك إليه، من نُصرة الحقّ ومعتقديه، وإقامة الحجّة على مخالفيه ومنكريه، واللّه يُحسنُ لك التوفيقَ والتسديد، ويُديمُ لك المعونة والتأييد.
ولمّا بلغني ما جرى بينك وبين خصمك من المناظرة في الإمامة، ومطالبته بذلك بإيراد النصوص على أعيان الأئمّة، وتعجّبه من القطع على أ نّهم صلوات اللّه عليهم اثنا عشر، واستبعاده أنْ يصحّ في ذلك ورودُ خبرٍ، عَمِلتُ لك هذا الكتاب حجّة وعمدةً، وجعلت ما أَودعتُه من النصوص ذخيرة وعدّةً، ليُشدّ به عضد الولي المؤالف، ويُكبتَ بمضمونه قلب العدوّ المخالف، حسب ما يلزمني لك من الحقّ الواجب، ويتعيّن عليّ في نُصرة المحقّ من الفرض اللاّزب، عند وجود التيسير والاختيار، وعدم التعذّر والأعذار، وباللّه أستعين.
اعلم ـ أيّدك اللّه وأرشدك إلى ما يرضيه، وأحسنَ لك العَون على ما تبتغيه ـ أنّ اللّه جلّ اسمه قد يسّر لعلماء الشيعة من وجوه الأدلّة العقليّة والسمعيّة على صحّة إمامة أهل البيت ـ صلوات اللّه عليهم ـ ما تَثبت ببعضه الحجّةُ على مخالفيهم، كلّ فن منها يرشد المثبتَ إلى أصله، وكلّ نوع يورد المتمسّك على جنسه.
فالعقليّات دالّة على الأصل من وجوب الحاجة إلى الإمام في كلّ عصر، وكونه على صفاتٍ معلومة يتميّز بها عن جميع الأمّة، ليست موجودةً في غير من أشاروا إليه، ولا مُدَّعاة بسوى من اعتمدوا عليه.
والسمعيّات: منها «القرآن» الدالّ في الجملة على إمامتهم وفَضلهم على الأنام.
ومنها «الأخبار» الواردة فيهم بالنصّ والتعيين عليهم.
فأمّا النصّ من ذلك المختصّ بإمارة أمير المؤمنين عليه السلام دون غيره ممن يليه، فقد عمّت معرفتُه واشتهرت، وتردّدت الأقوال فيه وتكرّرت، وعرف العدّو والوليّ

الصفحه من 134