إجازات العلامه المجلسي - الصفحه 524

الخلق لولايته، محمّد المصطفى وآله الطاهرين، لا سيّما أمير المؤمنين حامل لوائه في الدارين و رايته.
أمّا بعد:
فلمّا كان السيد الأيّد الفاضل الكامل الحسيب النسيب اللبيب الأريب الأديب الفطن الذكي المتوقد الألمعي الأمير أبو الحسن الاسترابادي المشهدي أصلاً ومولدا وموطنا ـ وفّقه اللّه تعالى للارتقاء على أعلى مدارج الكمال في العلم والعمل ـ ممّن اجتذب بشراشره في عنفوان شبابه إلى التمسّك بحبل آبائه الطاهرين واقتفاء آثارهم وتتبّع أخبارهم والنظر في أسرارهم صلوات اللّه عليهم أجمعين، ولقد كان اللّه سبحانه أعانه على ذلك بفطنة قويمة وفطرة مستقيمة وطبع خالص عما يتشبث باليقين من عروق الشبه والأوهام، وكان ممّا منّ اللّه به عليَّ أن فزت بلقائه في بلاد متباعدة وقرى متباينة من عراق العرب والعجم وخراسان، فأكثر الاختلاف إليَّ والتردد لديَّ في تلك القرى على تشتتها، فأخذ منّي شطرا وافيا من العلوم العقلية والنقلية بأنواعها، لا سيّما الحديث الذي هو أشرفها وأعلاها، وكان آخر ما اتفق من ذلك في أشرف بلاد خراسان بل في روضة من رياض الجنان بين جبلي طوس في جوار سيدنا ومولانا نور اللّه في السماوات والأرضين وإمام المتقين وغوث الغرباء والمكروبين وثامن أئمّة الدين أبي الحسن علي بن موسى الرضا ـ صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الأقدسين وأولاده الأنجبين ـ ، فاستجازني ـ أدام اللّه تأييده وكثّر في العلماء مثله ـ نقل كتب الحديث وروايته، فاستخرت اللّه تعالى وأجزت له أن يروي عنّي كلّ ما صحت [لي] روايته وإجازته من كتب الكلام والتفسير والحديث والأصول والفقه والمنطق والصرف والنحو واللغة والتجويد والقراءة وغير ذلك مما ألّفه علماؤنا ـ رضوان اللّه عليهم ـ والمخالفون ، ممّا هو داخل في إجازات أصحابنا كإجازة العلاّمة والشهيد والشيخ حسن ـ رضي اللّه عنهم ـ وطرقي إلى مؤلّفيها جمّة ، وقد أوردت جلّها في المجلد الخامس والعشرين منكتاب «بحار الأنوار»، ولنورد له من ذلك ما هو أوثقها وأعلاها، وهو:

الصفحه من 573