منتخب الانوار في تاريخ الأئمة الأطهار - الصفحه 21

بسم اللّه الرحمن الرحيم و به نستعين
الحمدللّه رب العالمين، و لا حول و لاقوّة إلاّ باللّه العلي العظيم .قال أبو علي محمّد بن همام بن سهيل رحمه الله :
الحمد للّه الذي عرّفنا نفسه بفضله ، وعرّضنا لجزيل ثوابه بحكمته ، و أراح علينا فيما [ كلّفَنا ] بعدله ، و أنقذنا من الضلالة و العمى بمحمّد نبيّه صلى الله عليه و آله وسلم .
أمّا بعد ، فإنّي قد رأيت المتقدّمين والمتأخّرين من شيوخنا قد عملوا في كلّ فنّ من علوم سادتنا عليهم السلام كتابا ، وإنّي رأيتهم مع ذلك غفلوا أن يجردوا تاريخا يُذكر فيه مبلغ سني الأئمّة الصادقين عليهم السلام و أنسابهم و كناهم و أعمارهم و أسماء آبائهم الطاهرين و أمهاتهم [ الطاهرات ] و ألقابهم و أبوابهم و مواضع قبورهم و من استشهد منهم أو قتل ، و من كان من الملوك في أيّامهم ، فعلّقت فيه تاريخا ملتُ [ فيه ] إلى الاختصار ، و ترجمته بكتاب الأنوار ، و أضفت إلى ذلك عدّة ولد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، و ذكرت أسماءهم و كناهم و أعمارهم و بعض قصصهم . وفّقنا اللّه لما يقرب منه و يزلف لديه ؛ إنّه سميع الدعاء فعّال لما يشاء .

[ الباب الاول : رسول اللّه صلى الله عليه و آله ]

أخبرني أحمد بن محمد بن عيسى الأشعريّ القميّ ، عن عبداللّه بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، عن آبائهم صلوات اللّه عليهم قال : مضى رسول اللّه صلى الله عليه و آله و هو ابن ثلاث و ستّين في سنة عشر من الهجرة؛ ۱ و كان مقيما ۲ بمكة أربعين سنة ، ثم هبط عليه الوحي في تمام الأربعين ، و كان بمكة ثلاث عشر سنة ، هاجر إلى المدينة و هو ابن ثلاث و خمسين سنة ، فأقام بالمدينه عشر سنين ، و قبض في شهر ربيع الأوّل يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت منه ۳ .
يكنّى بأبي ۴ القاسم صلى الله عليه و آله وسلم ؛ و أمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة ۵
؛ و قبره مشهور بالمدينة . و هو محمّد رسول اللّه ، و حبيب اللّه ، و
خاتم النبيين ، و سيد المرسلين ، و المصطفى و الأُمّي ۶ صلى الله عليه و آله ۷

1.وقعة صفّين : ۴۰۶ .

2.رجال النجاشي : ۱ / ۷۰ / ۴ ، الفهرست للطوسي : ۸۵ / ۱۱۹ .

الصفحه من 62