عطية ، عن أبى سعيد الخدرى قال ^۱ :
كان النبيّ صلى الله عليه و آله ذات يوم جالساً بالأبطح ، وعنده جماعة من أصحابه ، وهو مقبل عليهم بالحديث ، إذ نظر إلى زوبعة ^۲ قد ارتفعت فأثارت غباراً ، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وإذا فيها شخص فلمّا قَرُب من النبيّ صلى الله عليه و آلهقال : يا رسول اللّه أنا وافد قومي اليك ، وقد استجرنا بك يا رسول اللّه فأجرنا ، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإنّ بعضهم قد بغى على بعض ، ليحكم بيننا وبينهم بحكم اللّه تعالى في كتابه ، وخذ عليَّ العهود والمواثيق المؤكّدة أني أردّه إليك [سالماً] ^۳ في غداة غد إلاّ أن تحدث عليّ حادثة من عند اللّه تعالى.
فقال النبي صلى الله عليه و آله : ومن قومك؟
فقال : أنا عرفطة بن مشمراخ أحد بني كادح من الجنّ ، إنّي أنا وجماعة من أهلي كنّا نسترق السمع ، فلمّا منعنا من ذلك منذ ^۴ بعثك اللّه نبيّاً آمنّا بك وصدّقناك ، وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه ، فوقع بيننا وبينهم خلاف وهم