أربعون حديثاً في فضائل أميرالمؤمنين - الصفحه 138

عليه ، فرجعنا وقد تداخلنا من الحسرة والندامة ما اللّه أعلم به ، كلّ ذلك إشفاقاً على عليّ عليه السلام .
فأصبح النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم فصلّى بالناس الصبح ثمّ جلس على الصفا وحفّ به أصحابه ، وتأخّر علي عليه السلام وارتفع النهار فأكثر الناس الكلام في علي عليه السلام إلى أن زالت الشمس .وقال المنافقون : إنّ الجني احتال على النبي صلى الله عليه و آله وسلم وقد استرحنا من أبي تراب وذهب عنّا افتخاره علينا بابن عمّه ، و [أكثروا] ۱ الكلام وأيسوا من أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم صلاة الظهر وعاد إلى مكانه ، ثمّ جلس على الصفا وافتكر في علي عليه السلام لما ظهرت شماتة الأعداء والمنافقين ، وكادت الشمس أن تغرب وأيقن القوم أنّه هلك.
فبينما هم كذلك وإذا قد انشق الصفا وطلع منه علي عليه السلام وسيفه بيده يقطر دماً ومعه عرفطة ، فقام النبي صلى الله عليه و آله وسلم وضمّه إليه وقبّل ما بين عينيه ، وقال له : ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت؟
فقال : حبيبى صرت إلى خلق كثير لا يحصيهم إلاّ اللّه وهم قد بغوا على عرفطة وقومه الموافقين معه ، فدعوتهم إلى الإيمان باللّه والإقرار بنبوّتك ورسالتك فأبوا ، فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا ، وسألتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المآء والمرعى لعرفطة ولقومه فأبوا ، فوضعت سيفي فيهم حتّى قتلت منهم ثمانين ألفاً ، فلمّا نظروا إلى ما حلّ بهم طلبوا الأمان والصلح ثمّ آمنوا وصاروا إخواناً وزال الخلاف من بينهم ، وما زِلت معهم إلى الساعة . ۲
فقال عرفطة : جزاك اللّه وعليّاً عنّا خيراً يا رسول اللّه . ثمّ انصرف إلى عشيرته وأهله.

الحديث الرابع والعشرون

۰.أخبرنا عبد الواحد بأصفهان في منتصف شهر رجب...۳حمزة بن جعفر بن أبى بكر بن محمد بن أحمد ، [عن] إسحاق الأجري ، [عن] محمد بن الحسن ، [عن ]عبداللّه بن عبد الرحمن البصري عامر الحرام ، [عن] سهل الساعدي قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :أخبرنا عبد الواحد بأصفهان في منتصف شهر رجب... ۴ حمزة بن جعفر بن أبى بكر بن محمد بن أحمد ، [عن] إسحاق الأجري ، [عن] محمد بن الحسن ، [عن ]عبداللّه بن عبد الرحمن البصري عامر الحرام ، [عن] سهل الساعدي قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :
إنّ اللّه يبغض من عباده الملتوون عن الحقّ ، فلا تلووا عن الحقّ وأهل الحقّ ، والحقّ مع علي وعلي مع الحقّ ، فمن استبدل به هلك وفاتته الدنيا والآخرة. ۵

الحديث الخامس والعشرون

۰.أخبرنا سعد بن أبي طالب عن جماعة من الصادقين يرفعونه إلى سعد بن أبي وقاص قال:۶
بينما نحن بفناء الكعبه ، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله جالس ، إذ خرج علينا ممّا يلى ركن الكعبة اليماني شى ء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة ، فتفل النبيّ صلى الله عليه و آله في وجهه وقال له : لعنت وخزيت.

1.في «أ» : «أكثر»؛ و «ب» ناقصة هنا.

2.نوادر المعجزات ، محمد بن جرير الطبري ، ص۵۳ مع تفاوت في بعض الكلمات و العبارات نقلاً من كتاب الانوار؛ عيون المعجزات ، حسين بن عبدالوهاب ، ص۳۶ نقلاً من كتاب الانوار؛ و مصادر أُخر.

3.«أ» خالية عن تاريخ السنة و «ب» ناقصة هنا.

4.الروضة في المعجزات والفضائل ، ص۱۴۹ مع تفاوت بعض الكلمات؛

5.سند الرواية في «اليقين» لابن طاووس هكذا: [الباب ۹۱ . فيما تذكره عن الشيخ العالم محمد بن أبي الفوارس .. . و هو الحديث السابع و العشرون نذكره بلفظه : قال : أخبرنا الإمام السعيد نجيب الدين أبو المكارم سعد بن أبي طالب الرازي قدس اللّه روحه قال : أخبرني عمّي الإمام زين الدين عبد الجليل بن عيسى قال : حدّثنا الشيخ الفيه أبو عبدالوهاب ]عن عبدالوهاب] قال : حدّثنا الشيخ محمد بن مردك [مروك] القزويني قال : أخبرنا الشيخ مسعود بن إبراهيم الواسطي المقيم بسمنان قال : أخبرنا يحيى بن يوسف البغدادي بمدينة بسطام قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني . عن سعد بن أبي وقاص قال:] اليقين ، ص۲۶۴ ، باب۹۱.

الصفحه من 163