شرح الحديثين :« الريا شرك ، و تركه كفر » «حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب» - الصفحه 375

أهل البيت عليهم السلام من ظالمه المحبّ لهم ، و لا يجوز في العدل و الحكمة أن يغفر مَن ظَلَمَه ، و مفادّ هذا كلِّه تخصيص تلك الأخبار و الحكم عليها و التصريح بأنّ المغفور من ذنوب أهل الولاية ما سوى مظالمهم لبعضهم لا جميع الذنوب ، و هذا واضح لا خفاء فيه .
الصنف الثاني : الأخبار المصرِّحة بأنّ ولاية أهل البيت عليهم السلام لا تتحقّق إلاّ بطاعة اللّه ، و لا تنال إلاّ بالورع عن محارم اللّه ، و أنّ المطيع للّه هو الوليّ لهم ، و العاصي للّه ليس لهم بوليٍّ .
و منها : ما رواه الشيخ الجليل الكبير ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي بسنده عن محمّد بن مسلم ، عن أبيجعفر عليه السلام قال : « لا تذهب بكم المذاهب ؛ فواللّه ما شيعتنا إلاّ من أطاع اللّه عز و جل » .
و بسنده عن جابر ، عن أبيجعفر عليه السلام في حديث طويل قال فيه : « يا جابر ، و اللّه ما يُتقرّب إلى اللّه ـ تبارك وتعالى ـ إلاّ بالطاعة ، و ما معنا براءة من النار ، و لا على اللّه من حجّة ، من كان للّه مطيعا فهو لنا وليٌّ ، و من كان للّه عاصيا فهو لنا عدوّ ، و ما تُنال ولايتنا إلاّ بالعمل و الورع » .
و بالسند عن عمر بن خالد ، عن أبيجعفر عليه السلام قال : « يا معشر الشيعة شيعة آل محمّد صلى الله عليه و آله ، كونوا النمرقة الوسطى . . . ـ إلى أن قال : ثمّ أقبل علينا فقال ـ : واللّه ، ما معنا من اللّه براءة ، و لا بيننا و بين اللّه قرابة ، و لا لنا على اللّه حجّة ، و لا نتقرّب إلى اللّه إلاّ بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعا للّه تنفعه ولايتنا ، و من كان منكم عاصيا للّه لم تنفعه ولايتنا ، ويحكم لا تغترّوا ويحكم لا تغترّوا ! » .
و عن عليّ بن أبيزيد ، عن أبيه قال : « كنت عند أبيعبد اللّه عليه السلام فدخل عليه عيسى بن عبد اللّه القمي ، فرحّب به و قرّب مجلسه ، ثمّ قال : يا عيسى بن عبد اللّه ، ليس منّا ـ و لا كرامة ـ من كان في مصر فيه مئة ألف أو يزيدون و كان في ذلك المصر أحد أورع منه » . إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة المرويّة في الكتاب

الصفحه من 385