إبطال شبه المتأوّلين لنصّ ولاية أميرالمؤمنين - الصفحه 103

عمر: إليك عنّي يا ابن عبّاس! فقلت : «أفعل»، فلمّا ذهبتُ لأقوم استحيا منّي فقال: يا ابن عبّاس ، مكانك ، و إنّي لراع لحقّك /74/ محبّ ما يَسرّك ! فقلت : «يا أمير المؤمنين ، إنّ لي عليك حقّاً و على كلّ مسلم ، فمن حفظه فحظَّه أصاب ، و من أضاعه فحظَّه أخطأ» ، ثمّ قام و مضى ۱ .
و كان عمر يخلط في كلامه في هذا الأمر فيلوّنه ؛ و ذلك بعلمه /75/ ما هو عليه ۲ .

1.إلى هنا تنتهي رواية الطبري .

2.و في تاريخ الطبري (ج۴ ، ص۲۲۲) قبل هذا الحديث حديث آخر عن ابن عبّاس ، قال : خرجت مع عمر في بعض أسفاره ، فإنّا لنسير ليلة و قد دنوت منه ، إذ ضرب مقدم رحله بسوطه و قال [منشدا لبيتين من أشعار أبي طالب] : كذبتم و بيتِ اللّه يقتل أحمدولما نطاعن دونه و نناضل ونسلمه حتّى نُصَرّع حولهونذهل عن أبنائنا والحلائل ثمّ قال :أستغفر اللّه ! ثمّ سار فلم يتكلّم قليلاً ، ثمّ قال : و ما حملتْ من ناقةٍ فوق رحلهاأبرَّ و أوفى ذمّة من محمّد و أكسى لبُرد الخال قبل ابتذالهوأعطى لرأس السابق المتجرّد ثمّ قال : أستغفر اللّه ! يا ابن عبّاس ، أبوك عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم و أنت ابن عمّه ، فما منع قومكم منكم؟ قلت : لا أدري ، قال : لكنّي أدري ؛ يكرهون ولايتكم لهم! قلت : لِمَ و نحن لهم كالخير؟ قال : اللّهم غفرا ، يكرهون أن تجتمع فيكم النبوّة و الخلافة فيكون بَجَحاً بجحاً . لعلّكم تقولون إنّ أبابكر فعل ذلك ؛ لا واللّه ، ولكن أبابكر أتى أحزم ما حضره ، ولو جعلها لكم ما نفعكم مع قربكم ، أنشِدني لشاعر الشعراء زهير قوله : «إذا ابتدرت . . .» فأنشدته و طلع الفجر . . . ثمّ نزل فصلّى . . . .

الصفحه من 104