لهم جِنانٌ من الفردوس طيّبهٌ وَليسَ يَعروهُمُ ¹ حَرٌّ ولا صَرَد
صلّى الإلهُ عليهم كُلّما ذُكروافَرُبَّ مَشهدِ صدقٍ قَبلَه شَهِدوا
قومٌ وَفَوا لرسولِ اللّه واحتَسَبوابيضُ المعارفِ ² مِنهم حَمزةُ الأسد
لَيسوا كَقتلي من الكُفّار أدخَلَهمنارَ الجَحيمِ على أبوابِها الرَّصَد
* * *

/ 258 / حَرِّض بنيك على الآداب في الصِغَركَيْما تَقرَّ بهم عَيْناك في الكِبَر
فإنّما ³ مَثَلُ الآداب تَجْمعُهافى عُنْفُوان الصبا ، كالنّقشِ في الحجرِ
هي الكنوزُ التي تَنْمُو ذَخائرهاولا يُخافُ عليها حادثُ الغِيَر
إنّ الأديب إذا زلَّتْ به قَدَمُيهوى عَلى ⁴ فُرُش الدِّيباج والسُّرر
الناسُ اثنانِ : ذو علمٍ وَمُسْتَمِعٌوَاعٍ ، وسائر [هم] كالقُوط ⁵ والعَكر
* * *

لا تَجْزَعَنَّ مِنَ الهَزالِ فرُبَّماذُبِحَ السَّمينُ وَعُوفي المهزولُ
واجْعَل فؤادكَ للتواضع مَنْزِلاًإنّ التَّواضُعَ بالشريف جميلُ
وإذا وَليتَ أمور قومٍ ليلةًفاعْلَم بأنّك عَنهُمُ مسؤول
وإذا حَمَلْتَ إلى القُبُور جنازةًفَاعْلَم بأنّك بَعْدَها مَحْمُولُ
يا صاحِبَ القَبر المُنقَّشِ سَطْحهوَلعلّه مِنْ تَحْتِه مَغْلُولُ!
* * *

أقيْكَ بِنَفْسي أيّها المُصْطَفى الّذيهَدَانا بِهِ الرَّحْمنُ مِنْ غُمَّة الجَهْلِ
⁶
وَمَن كانَ لي مُذْ كُنْتُ طِفْلاً ويافِعَاوأنْعَشَني بالنَّهْلِ منه وبالْعَلِّ
⁷
وَمَنْ جَدُّه جَدّي ، وَمَنْ عَمّه عَمّي ⁸ وَمَنْ نَجْلُه نَجْلي ، وَمن بِنْتُهُ أهلي
وَمَنْ حينَ آخى بين مَنْ كانَ حاضرادَعاني ⁹ وآخَاني وَبيّن مِنْ فَضلي
لكَ الفضلُ ما بي ¹⁰ ما حَيِيتُ لشاكرٌلإِتمام ما أوليتَ يا خَاتمَ الرُّسْلِ
* * *

/ 259 / رأيتُ المشركين بَغَوْا عَلَيناوَلجُّوا في الغَواية والضَّلالِ
وَقالوا : نَحنُ أكثرُ إذ نَفَرْناغَلاة الجمع ¹¹ بالأَسلِ الطّوالِ
فإنْ تبغوا وتفتخروا علينا ¹² بِحَمْزةَ وهو في الغُرَفِ العوالي
وقد أودَى بعُتْبَة يوم بدرٍوقد أبلى وجاهد غير آلِ ¹³ وقَدْ
¹⁴ غادَرْتُ كَبْشَهُمُ قَتيلاً ¹⁵
بِحَمْد اللّهِ طَلْحةَ في المحالِ ¹⁶ فَخرَّ ¹⁷ لِوَجْهه ورفعتُ ¹⁸ عنهرقيقَ الحَدّ حُودِثَ بالصِّقالِ
¹⁹
* * *

مَا اعْتاضَ باذِلُ وَجْهِه بسُؤالهِعِوَضَا ، ولو نالَ المُنى بِسؤالِ ²⁰
وإذا السؤالُ مع النوال وَزَنْتَهُرَجح السؤالُ وخَفَّ كلُّ نَوالِ
وإذا ابتُليتَ ببذلِ وجهكَ سائلاًفابذُلْهُ للمُتَكرِّمِ المِفْضالِ
إنّ الكريمَ إذا حَباكَ بمَوعدٍأعطاكَهُ سَلِسا بغَيرِ مِطالِ
* * *

تغيّرتِ المودّة والإِخاءُوَقَلَّ الصِّدْقُ وانْقَطَع الرَّجاءُ
وأسلمني الزَّمانُ إلى صديقٍكثير الغَدْرِ لَيس لَهُ وفاءُ ²¹
وربَّ أخٍ وَفَيْتُ له وفيّولكن لا يدومُ ولا ثراءُ
²² يُديمُونَ المودّة ما رَأونيوَيَبْقى الودُّ ما بَقِي اللِّقاءُ ²³
سَيُغْنيني الّذي أغناهُ عَنّيفلا فقرٌ يدومُ ولا ثرَاءُ
وكلُّ ²⁴ جراحةٍ فلها دواءٌ
وخُلْقُ السُّوءِ ²⁵ ليس لها دواءُ
وليس بِدائمٍ أبدا نَعيمٌكذاك البُؤسُ ليس له بقاءُ
²⁶
* * *

أفاطمُ هاكِ السَّيف غيرُ ذميمِفَلَسْتُ برعديدٍ ولا بمُليمُ ²⁷
لَعَمْري لَقَدْ أَعذرتُ في كُفر أحمدوطاعةِ ربٍّ بالعباد عليمُ ²⁸
* * *
تمّ بحمد اللّه وحُسن توفيقه .