الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه - الصفحه 305

الحاشية

قال الشيخ الطهراني في الذريعة (ج 6 ، ص 7) :
هي ما يكتب في أطراف الكتب من الزيادات والإلحاقات والشروح ، من الحشو بمعنى الزائد ، أو من الحاشية بمعنى الطرف من باب تسمية الحالّ باسم المحلّ ، وقد ذكرنا في (ج 4 ، ص 222) أن لا فرق بين التعليقة ، والحاشية غير ما تداول في الألسن من أنّ التعليقة تختصّ بالعلوم العقليّة ، والحاشية لغيرها ، كأنّهم ما أحبّوا تسمية تعليقاتهم الفلسفيّة بالحاشية ؛ لما يتراءى منها من معنى الحشو . . . .
ويرجع تاريخ تعليق الحواشي على الكتب في الإسلام إلى عهد انتشار الكتب نفسها ، فإنّ من قرأ شيئا من العلوم وكان عارفا بالكتابة لم يفته هذا النوع من التصنيف ؛ لأنّ إبداء الرأي طبيعيٌّ لكلّ فرد يمكنه ذلك .
لقد كانت كتابة الحواشي قبل القرن العاشر منحصرة لكشف بعض الغوامض من المسائل ، وشرح بعض العبارات المعقّدة . وتمتاز عن الحواشي بعد هذا التاريخ بكونها أوضح من المتون الّتي علّقت عليها للتوضيح .
وأمّا في العهد الصفوي القاجاري فنرى الحواشي قد ازدادت عددا ، وزادت عباراتها إغلاقا وتعقيدا ، بحيث لا تقلّ في ذلك عن المتن الّذي علّقت عليه ، وكلّما نتقدّم في هذا العصر نرى هذا الأثر يشتدّ ويتّضح أكثر من ذي قبل ، والحواشي في ذلك التاريخ على ثلاثة أقسام :
1 . الحواشي على الكتب الأدبيّة . . .
2 . الحواشي على الكتب الدينيّة . . .
3 . الحواشي على العلوم العقليّة . . .
وعلى أيٍّ فإنّا نرى أنّ الكتب بضميمة الحواشي تخرج عمّا كانت

الصفحه من 430