الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه - الصفحه 323

قلت : وما الكرّ؟ قال : «ثلاثة أشبار في ثلاثة أشبار» .
وقد أطبق علماؤنا من زمن العلاّمة . طاب ثراه . إلى زماننا هذا على صحّة هذه الرواية ۱ ، حتّى انتهت النوبة إلى بعض الفضلاء المعاصرين فحكموا بضعفها ، وإنّ العلاّمة ومن تأخّر عنه مخطئون في القول بصحّتها ، واحتجّوا على ذلك بأنّ الشيخ رواها في موضع ۲ آخر من التهذيب ۳ ، عن المفيد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد [ ، عن محمّد] بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر [عن الصادق عليه السلام ، وملاحظة طبقات الرواة تقتضي أنّ المتوسّط في الرواية الاُولى بين البرقي وإسماعيل بن جابر] هو محمّد بن سنان لا عبد اللّه ؛ فإنّ الطرفين قبل وبعد متّحدان . ورواية البرقي لعبد اللّه منتفية قطعا ؛ لأنّه من أصحاب الصادق عليه السلام ، والبرقي لتأخّره ۴ ] بكثير [لا يروي ]إلاّ [عنهم من دون واسطة ، فروايته هذه إنّما هي عن محمّد ؛ لأنّهما في طبقة واحدة من أصحاب الرضا عليه السلام .
ومن هذا يظهر أنّ إبدال الشيخ رحمه اللهمحمّدا بعبد اللّه توهّم فاحش ، ومنه نشأ توهّم صحّتها .
هذا ملخّص كلامهم كما في كتاب منتقى الجمان ۵ وغيره .
وربّما أيّده بعضهم بأنّ وجود الواسطة في الرواية الاُولى بين ابن سنان وبين

1.مختلف الشيعة ، ج۱ ، ص۱۸۳ . ۱۸۴ . إلاّ أنّ العلاّمة قال في منتهى المطلب ، ج۱ ، ص۳۸ . بعد نقله الرواية . : وهي مدفوعة بمخالفة الأصحاب لها إلاّ ابن بابويه . . . ولعلّه تعويل على هذه الرواية ، وهي قاصرة عن إفادة مطلوبه .

2.في «ش» : مواضع .

3.تهذيب الأحكام ، ج۱ ، ص۳۷ (ح ۴۰) .

4.في «ش» : بتأخّره .

5.منتقى الجمان ، ج۱ ، ص۵۱ .

الصفحه من 430