الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه - الصفحه 327

إلى ما يتطرّق إليه الاحتمال؟ وهلاّ علمنا في هذا المقام بقوله عليه السلام : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» ۱ . وبعض الناظرين في كلام العلاّمة . طاب ثراه . اعترض عليه بأنّ توثيقه للبرقي مخالف لما قرّره في كتبه الاُصوليّة من تقديم قول الجارح [على قول المعدّل عند التعارض ۲ ، كيف والجارح] هنا متعدّد والمعدّل منفرد!؟
ولا أظنّك تمتري في أنّ كلام هذا المعترض غير وارد على العلاّمة عند التأمّل فيما تلوناه ۳ عليك من ترجيح النصّ على الاحتمال ، واللّه أعلم بحقيقة الحال .
ولنعد ۴ إلى الكلام في متن الحديث ، فنقول : قد طعن ۵ المحقّق ۶ فيه بخلوّه عن تقدير البعد الثالث ، ودفعه بعضهم ۷ بدلالة سوق الكلام على المرام ، ومثله كثير في المحاورات ، بل قد يسكت البلغاء عن ذكر ثالث الثلاثة من غير ذكر ما يدلّ عليه .
ومنه قول الشاعر ۸ :

كانَتْ حَنيفَةُ أثْلاثا فَثُلْثُهُمُمِنَ الْعَبيدِ وَثُلْثٌ مِنْ مَواليها
وقد عدّ بعضهم من ذلك قوله صلى الله عليه و آله [لمّا عدّ ملاذّ الدنيا] : «حبّب إليّ من دنياكم

1.في «ش» : تلوته .

2.روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، اُنظر : كنز الفوائد ، ج۱ ، ص۳۵۱ ؛ غوالي اللئالي ، ج۱ ، ص۳۹۴ (ح ۴۰) ؛ بحار الأنوار ، ج۲ ، ص۲۵۹ (ذ ح ۷) ، و ص۲۶۰ (ح ۱۶) ، و ج۷۷ ، ص۱۷۱ . وروي أيضا عن عبد اللّه بن جعفر ، انظر : الغارات ، ص۱۳۵ ؛ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، ج۶ ، ص ۲۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۳۳ ، ص۵۳۸ . و ورد أيضا مرسلاً في : النهاية ، ابن الأثير ، ج۲ ، ص۲۸۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص۳۴۹ ، و ج۷۴ ، ص۲۱۴ ، و ج۸۳ ، ص۲۷۰ .

3.نهاية الاُصول ، ص۱۵۰ (مخطوط) ، البحث السادس : في أحكام التزكية والجرح .

4.في «ش» : ولنرجع .

5.في «ش» : أطلق .

6.المعتبر ، ص۴۶ . وذكر البهائي رحمه اللهمثل كلامه هذا أيضا في الحبل المتين ، ص۱۰۸ .

7.اُنظر : روض الجنان ، ص۱۴۰ ؛ ذخيرة المعاد ، ص۱۲۲ .

8.هو جَرير الخطفي ، انظر ديوانه (ص ۴۹۸) ؛ وقد قاله ضمن قصيدة يهجو فيها بني حنيفة . وفيه : «صارَتْ» بدل «كانت» .

الصفحه من 430