الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه - الصفحه 394

الجنب ينتهي إلى الماء القليل ، والماء في وَهدَة ، فإن هو اغتسل رجع غسله في الماء ، كيف يصنع؟
قال : «ينضح بكفٍّ بين يديه ، وكفّا من خلفه ، وكفّا عن يمينه ، وكفّا عن شماله ، ويغتسل» .
وهذا الحديث من الأحاديث المعضلة ؛ فإنّ مع نضح الأكفّ الأربع [ في الجهات الأربع من رجوع الغسالة إلى الماء غير ظاهر ، والمقوّم فيه وجهان مشهوران : الأوّل : أنّ المراد من رشّ الأرض ۱ الّتي يغتسل عليها ليكون ذريعة إلى انضمام الأجزاء ۲ ، فينفذ الماء المنفصل عن الأعضاء في أعماقها قبل وصوله إلى الماء الّذي يغترف منه . والثاني : أنّ المراد ترطيب الجسد ۳ بالأكفّ الأربع ۴ ]ليجري ماء الغسل عليه بسرعة ، [ ويكمل الغسل قبل وصول الغسالة إلى ذلك الماء .
واعترض على الأوّل : بأنّ رشّ الأرض بالماء قبل الغسل يوجب سرعة ] جريان غسالته إلى الماء ، فيحصل نقيض ما هو المطلوب ۵ .
وعلى الثاني : بأنّ سرعة جريان [ ماء ] الغسل على البدن مقتضٍ لسرعة [ تلاحق ]أجزاء الغسالة وتواصلها ، وهو يعين على سرعة الوصول إلى الماء ، وهو نقيض المطلوب أيضا .
و أنا أوردت في كتاب مشرق الشمسين ۶ ما يمكن أن يتفصّى ۷ به عن ورود هذين

1.كذا الأصوب ، وفي «ع» : من الأرض .

2.في مشرق الشمسين : ليكون تشرّبها للماء أسرع .

3.زاد في مشرق الشمسين : بل جوانبه .

4.في «ع» : بالأكفّ الأربع ليجري بالأكفّ الأربع .

5.أي من الرشّ .

6.مشرق الشمسين ، ص۴۰۶ . ۴۰۹ .

7.أفصى : تخلّص من خيرٍ أو شرّ ، كتفصّى . (القاموس المحيط : ج۴ ، ص۳۷۴ . فصى .) .

الصفحه من 430