الحاشيه علي أصول الكافي - الصفحه 256

إظهار الفضيلة ؛ فإنّا نعوذ باللّه من تصور ذلك فضلاً عن وقوعه ، ولو كان سلوكه فيما سلك بيان ما اعتقده أو ظنّه لم يكن لأحد عليه لوم ولا اعتراض ؛ لأنّ العلم كلّه في العالم كلّه ، وأيّ كلام لايرد عليه كلام ، وكم ترك الأوّل للآخر ، لكنّه ـ عفى اللّه عنه ـ أساء الأدب وأفحش في حقّ العلماء الأجلاّء وعمدة الفضلاء الّذين هدوا إلى الناس بتحقيقاتهم ، وشيّدوا معالم الدين بآثار تدقيقاتهم ، فتارة ينسبهم إلى الجهل وسوء الفهم ، وتارة إلى الغفلة وقلّة التدبّر ، وتارةً إلى تخريب الدين واتّباع المخالفين ، حتّى أنّه يظهر من لوازم ما نسبهم خروجهم عن الدين ! والإقدام على مثل هذا لا يخفى قبحه وجهل مرتكبه على ذي دين قويم وعقل مستقيم ، حتّى أنّ المحقق نجم الدين أبا القاسم ـ قدس اللّه روحه ـ تكلّم على ابن ادريس قدس سرهوأزرى عليه غاية الإزراء حيث إنّه تعرّض للشيخ الطوسيّ... فعلم أنّ الإقدام على مثل ذلك ما نشأ إلاّ من زيادة الغرور بالاعتقاد في النفس زيادة الفضل والكمال والتميّز عن الغير ممّن تقدّم وتأخّر ، وهذا لايصدر من أهل التقوى والصلاح وممّن يخاف اللّه في القدح في حقّ العلماء وهضم حالهم ونسبتهم إلى غير ما هو فيهم ، وهو أقبح قبيح في العقل فضلاً عن الشرع ... وأجبنا عنه بمؤلَّف سمّيناه ب «الشواهد المكّية في مداحض حجج الخيالات المدنية» .
طبع بهامش الفوائد المدنيّة بإيران سنة 1321ق .
له نسخ ، منها في مكتبة الفاضل الخوانساري (الرقم 228) و منها مصوّرة في مركز إحياء التراث الإسلامي (الرقم2/261) ، الگلپايگاني (الرقم 1509) ت 1063ق وفي مكتبة السيّد عليّ بن السيّد عبدالحسين الحجة الطباطبائيّ ـ عراق ـ كربلاء ، كتبت في عصر المؤلّف ، والنسخة في تملّك السيّد صدر الدين بن السيّد إسماعيل الصدر من أحفاد المؤلّف ، ومنها مصوّرة في مكتبة مؤسسة آل البيت ، واستفدت منهما في هذه المقدّمة .

الصفحه من 410