الحاشيه علي أصول الكافي - الصفحه 299

فاعل ، إذ من المعلوم بديهة أنّ وجود المجموع المذكور غير محتاج إلى تأثير.
ومنها : أنّه لو وجد واجبان للزم وجود واجب يمتنع أن يكون صانعا ؛ لأنّ الموجود الثالث بمنزلة الحجر الموضوع بجنب الإنسان ، وبمنزلة مجموع نفس زيد ونفس عمر[ و ] ۱ «ا م ن».
حاصل الدليل الأوّل أنّه لو كان اثنين لدفع الآخر هذا الإله المرسِل للرسل لإقرار الناس بأنّه لا شريك له يمثل فعله ، ولم يدفع . وحاصل الثاني أنّه لو كان اثنين لدفع الآخر آثار هذا الإله ، ولم يفعل . «ا م ن».
قوله : كفى لاُولي الألباب إلخ [ ص 82 ح 7 ] تنبيه على أنّ مجرّد الآثار المتقنة دليل تامّ على وجود موجود كامل من جميع الجهات من جهة العلم والقدرة ، وعلى أنّه ليس من قبيل الممكنات ؛ إذ الّذي وجوده مكتسب من الغير يمتنع أن يكون كاملاً من جميع الجهات ، وتنبيه على أنّه لاحاجة إلى الأدلّة المشتملة على الدور والتسلسل وأشباه ذلك . «ا م ن».
يعني : مشاهدة كلّ واحد من هذه الآثار كافية في الدلالة على الربّ وعلى قدرته وعلمه وتنزّهه عن كلّ نقيصة ، ولا يحتاج إلى إبطال الدور والتسلسل وغير ذلك من المقدّمات المذكورة في الكتب الكلامية . «بخطه».
قوله : دليلاً على الربّ [ ص 82 ح 6 ] أقول : هذا الكلام ونظائره في كلامهم عليهم السلامدليلٌ على أنّ دعوى النبيّ أنّه رسول الخالق لدعوة الخلق إلى الإقرار ـ أي الاعتراف بأنّ في الموجودات الخالق واحد والباقي مخلوق ـ مع معجزته ، دليل مستقلّ على أنّ لنا خالقا وعلى علمه وقدرته . فما اشتهر عند علماء الكلام أنّه لاتثبت النبوّة بالمعجزة إلاّ عند أحد ثبت عنده أوّلاً أنّ له خالقا عالما قادرا على كلّ شيء باطلٌ .
و إن قلت : استدلالهم عليهم السلامعلى وجود الخالق ينافي ما تواترت به الأخبار عنهم عليهم السلام

1.في النسخة فوقها لفظة «كذا» .

الصفحه من 410