الحاشيه علي أصول الكافي - الصفحه 306

الدليل المدخول . سمع من م د مدّ ظلّه ۱ .
قلت : قد مضى في كلام المصنّف رحمه الله أنّه لم يذكر في كتابه هذا إلاّ الآثار الصحيحة عنهم عليهم السلام ، فكأنّه عليه السلام كلّم الراوي بكلام اقناعيّ بقدر ما وجد فيه من العقل.
قوله : ثمّ لم تخل تلك المعرفة إلخ [ ص 96 ح 3 ] يعني إن كانت تلك المعرفة إيمانا فالمعرفة الكسبيّة ليست بإيمان كامل ، فيلزم أن يكون إيمان الأنبياء في الدنيا أضعف من إيمان أدنى رعيّة في الآخرة ، وإن لم يكن إيمانا فلا بدّ من زوال المعرفة الاكتسابيّة في الآخرة ، ويلزم منه زوال الإيمان بالكلّية في الآخرة . «ا م ن».
أقول : يمكن تقرير هذا الدليل بوجهين :
أحدهما مبنيّ على أنّه انعقد الإجماع على أنّه ليس الإيمان نوعين أحدهما حاصل بالرؤية وثانيهما حاصل بالكسب والنظر.
والآخر مبنيّ على أنّه انعقد الإجماع على أنّ الإيمان الكامل غير متوقّف على الرؤية . «ا م ن».
قوله : لم تخل إلخ [ ص 97 ح 3 ] أي لابدّ أن تزول عند حصول المعرفة من جهة الرؤية ، والحال أنّها لاتزول في الواقع .
وملخّص دليله عليه السلام أنّ المعرفة من جهة الرؤية غير متوقّفة على الكسب والنظر وقويّة ، والمعرفة ألتي في دار الدنيا متوقّفة عليه وضعيفة بالنسبة إلى الاُولى ، فتخالفتا مثل الحرارة القويّة والحرارة الضعيفة . فإن كانت المعرفة من جهة الرؤية إيمانا لم تكن المعرفة من جهة الكسب إيمانا ؛ لأنّ المعرفة من جهة الرؤية أكمل منها . وإن لم تكن إيمانا يلزم [ أن ]يسلب الإيمان عن الرائين لامتناع اجتماع المعرفتين في زمان واحد في قلب واحد ، يعني قيام تصديقين أحدهما أقوى من الآخر بذهنٍ واحدٍ ، أحدهما حاصل من جهة الرؤية والآخر من جهة الدليل ، كما يمتنع قيام حرارتين بماءٍ واحد في

1.المراد به ميرزا محمّد الإستر آباديّ ، كما تقدّم .

الصفحه من 410