الحاشيه علي أصول الكافي - الصفحه 310

والتقدير خلق نقوش في اللوح المحفوظ مسمّاة بتلك الأسماء . ويمكن حمل صفات الذات على معان وجوديّة يصحّ انتزاعها منه تعالى .
وقد ذكر ابن سينا شُبْهةً عَجَزَ عن جوابها . وكان قوله [ في ح 6 ] : «فقد أثبتنا معه غيره في أزليّته» إشارة إليها ، وهي أنّ علمه تعالى في الأزل متعلّق بكل مفهوم ، فلا بدّ للمفهومات من وجود أزليّ ، فوجودها في الأزل إمّا وجود خارجيّ أو ذهنيّ ، وعلى التقديرين هي قائمة بأنفسها أو بغيرها . وعلى تقدير قيامها بغيرها فهي قائمة بذاته تعالى أو بغيرها تعالى ، والكلّ محال .
وقد ذكر صاحب المحاكمات احتمالاً في الوجود الذهنيّ وهو أن يكون وجود ذهنيّ غير قيام الموجود الذهنيّ بشيء .
وجواب الشبهة منحصر في التمسّك بهذا الاحتمال بأن يقال : ذاته تعالى وجود ذهنيّ لكلّ المفهومات الغير المتناهية عن غير قيام الوجود بها ، ومن غير قيامها بشيء ومن غير قيامها بنفسها.
و توضيحه أنّه تعالى علم بتلك المفهومات ، ووجودها الذهنيّ عين علمه تعالى ، وليست للمفهومات بحسب هذا الوجود تشخّصات بها يمتاز بعضها عن بعض ، ولا يتّصف في هذا الوجود بشيء من صفاتها ، وإلاّ لزم تعدّد الموصوفات في الأزل ، وهو محال.
و أقول : بعد أن يثبتَ بالأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ علمه تعالى أزليّ متعلّق في الأزل بجميع المفهومات ، وانحصر جواب الشبهة في الاحتمالات الّذي ذكره صاحب المحاكمات ، صار ذلك الاحتمال ثابتا بالبرهان.
وأقول ثانيا : يستفاد من كلامهم عليهم السلامأنّ علمه تعالى من صفات الذات و أنّه قديم ، فبطل ما زعمه جمع من أنّ له تعالى علمين أزليّ إجماليّ حصوليّ هو عين ذاته تعالى ، وتفصيليّ حضوريّ هو عين سلسلة الممكنات الّتي خلقها اللّه تعالى.
قوله : وقع العلم منه على المعلوم [ ص 107 ح 1 ] لا بمعنى أنّ التعلّق لم يكن بالفعل في الأزل ، بل الانطباق على المعلوم الخارجيّ ليس في الأزل . سُمع . أو يقال العلم

الصفحه من 410