الحاشيه علي أصول الكافي - الصفحه 395

يقبلوه . وسيجيء ۱ في «باب أنّ الإيمان يوزّع على جوارح الإنسان» تصريحات بأنّ الاعتقاد فعل القلب معروض عليه . وقد مضى ۲ أنّ الإيمان صنع اللّه في القلب . وقد مضى في أوائل الكتاب ۳ أنّ العلم والجهل من صنع اللّه لا صنع العباد ، وفي كتاب التوحيد لابن بابويه : المعرفة والجحود من صنع اللّه . ۴
ويمكن الجمع بأن يقال : تصوّرات القضايا والنور الّذي يبعث القلب على طلب الحقّ وعلى قبول الحقّ وإنكار الباطل من صنع اللّه ، وقبول النسب الخبريّة من فعل القلب وهو الاعتقاد . ويؤيّده أنّ التمييز بين الحقّ والباطل فعل القلوب ؛ وقع التصريح بذلك في الأحاديث السابقة.
ويؤيّده أيضا ما في الأحاديث من أنّ اليقين أفضل من التقوى ؛ فإنّه يدلّ على أنّ اليقين فعل القلب كما أنّ التقوى فعل العبد . وفي كتاب المحاسن عن الصادق عليه السلام : ما من أحد إلاّ وقد يرد ۵ عليه الحقّ حتّى يصدع قلبه ؛ قبله أم لم يقبله . ۶
ويؤيّده أيضا أنّ اللّه يحول بين المرء وبين أن يعلم باطلاً حقّا لا شكّ فيه ؛ وقع التصريح بذلك في الأحاديث، ۷ وهذا يدل على أنّ الجزم بالنسب الخبريّة من فعل العبد.
ولقائل أن يقول : هنا شيئان : الإذعان الّذي هو ضدّ الشكّ وهو من صنع اللّه ، والاعتراف القلبيّ على وفق الإذعان وهو من صنع القلب . وقد دفعه العلاّمة التفتازانيّ

1.بل تقدم لاحظ ، ص ۳۹۱ من هذه الحاشية.

2.لاحظ الكافي ، ج ۱ ، ص۱۶۴ ، ح۱.

3.لاحظ ، ص ۳۲۸ من هذه الحاشية.

4.لاحظ باب التعريف والبيان والحجة والهداية (۶۴) ، ص ۴۱۰.

5.في المصدر : برز

6.المحاسن ، ص ۲۷۶ (ح ۳۹۱) وفيه : حتّى يصدع قبله أم تركه.

7.كتاب التوحيد للصدوق ، ص ۳۵۸ باب ۵۸ ، ح ۶ ؛ المحاسن للبرقي ، ص ۲۳۷ كتاب مصابيح الظلم باب۲۳ ، ح ۲۰۵.

الصفحه من 410