شرح حديث «نية المؤمن خير من عمله» - الصفحه 328

الاستشهاد على الوجه السابق وجها برأسه حتى قال : إن أعمى صفة تفضيل مجردة عن الترجيح !
ومن خالج قلبه شك في ذلك فلينظر إلى كلام السيّد في أول هذه الأوراق ، فإنا قد نقلناه بلفظه من نسخة قديمة صحيحة ، وإنه قال : خطر لنا وجهان ، وعلى ما ذكر الشهيد تصير ثلاثة ، ثم لينظر في كتاب الغرر في تأويل هذه الآية ، لكنّ الجواد قد يكبو ، والصادم قد ينبو .

[أجوبة اُخرى]

ثم قال :
قلت : وقد اُجيب أيضا بأن المؤمن ينوي الأشياء من أبواب الخير ، نحو الصدقة والصوم والحج ، ولعله يعجز عنها أو عن بعضها ، فيؤجر على ذلك ؛ لأنه معقود النية عليه .
وهذا الجواب منسوب إلى ابن دريد ۱ .
وأجاب الغزالي ۲ : بأن النية سرّ لا يطّلع عليه إلاّ اللّه ، وعمل السر أفضل من عمل الظاهر .
واُجيب بأن وجه تفضيل النية على العمل أنها تدوم إلى آخره حقيقةً أو حكما ، وأجزاء العمل لا يتصور فيها الدوام إنما تتصرّم ۳ شيئا فشيئا .
انتهى كلامه ـ أعلى اللّه مقامه ـ .

[المناقشة في الأجوبة المذكورة]

أقول : إن هذه اثناعشر وجها بعضها من سوانحه ، وبعضها مما خطر للمرتضى رحمه الله ، وبعضها نقلاه عن غيرهما من أكابر الفضلاء ، وكلها مع أنها مدخولة بما ذكره وبغيره، ومع ما فيها من التكلف والتعسف الذي لا يرتضيه ذو طبع سليم ولا يقبله ذو رأي

1.اُنظر : المجتنى لابن دريد ، ص۲۳ . وجاء بمضمونه ـ كما في هامش القواعد للشهيد ، ج۱ ، ص۱۱۳ ـ رواية عن أبيجعفر الباقر عليه السلام . انظر : وسائل الشيعة ، ج۱ ، ص۳۹ باب ۶ من أبواب مقدمة العبادات ، ح ۱۷ .

2.أورد الغزالي هذا الجواب في إحياء علوم الدين ، ج۴ ، ص۳۶۶ ، ولكنه لم يرتضه . انظر : القواعد والفوائد ، ج۱ ، ص۱۱۴ ـ الهامش ـ .

3.في بعض نسخ القواعد : «تتصور» .

الصفحه من 346