توضيح المرام في شرح تهذيب الأحكام - الصفحه 537

مع ما كنت علمت من وجوب كفالة اليتامى عليّ ولا سيما في هذا الآن . . .
وقال بعد ذلك بسطور :
مع ما كان قد افترض عليّ من المرابطة في الثغور ودفاع أهل البغي والزور ، وقد روينا عن أهل العصمة أنّ علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته . . .

مولده ومسكنه :

ولد في بلدة طالقان كما صرّح بذلك في مقدمة توضيح المرام ، وأقام سنين متوالية في إصفهان ، ورجع بعد فتنة الأفغان إلى طالقان ، قال في مقدمة توضيح المرام :
ففررت من مسكني بلدة إصفهان بعد ما كان فيها ما كان من قتل المسلمين ولا سيما العشائر والإخوان ونهب الأموال وسبي الذراري والنسوان إلى بلدة اُخرى وهكذا ، وانحصاري في كلّ منها وصدّي عنها ثم لا تقبلني أقطاع الأرض بل تجرّني من الرفع إلى الخفض وهلمّ جرّا ، إلى أن انتهيت إلى مسقط رأسي طالقان فكنت فيها أنزوي في مغارات الشوامخ وشعاب الجبال ، وأختفي في مُدَّخلات الوهاد وقلل الشواهق وفُرَج التلال ، غير فارغ آناًما من الدفاع والجدال ، هذا ما سنحت في البين من أنواع الاختلال حتّى ذهب بعض تلك الأوراق والرقاع أيضا مع ذهاب الأموال فلم يبق منها إلاّ ندر ونبذ قد خرجت في زوايا الهجران ناسجة عليها عناكب النسيان ، واستمرّ ذلك دهرا حتى بلغت ثماني حجج وتمّت عشرا ، وإلى اللّه المشتكى من دهر قلّ ما أضحك وكثر ما أبكى .
هذا ، ويفهم من كتابه أصل الاُصول أنّه بعد فتنة الأفغان فرّ من أصبهان إلى قم ۱ ، والظاهر أنّ ذلك قبل قدومه إلى طالقان ؛ لأنّه ألّف كتاب أصل الاُصول في سنة 1135ق ، وشرع بتأليف كتاب توضيح المرام في سنة 1136ق ، وصرّح في مقدمته أنّه بعد الفتنة رجع إلى مسقط رأسه طالقان ، فهو لم يبق في قم إلاّ نحو سنة ، واللّه العالم .
وبدأ بكتابه حدوث العالم في قزوين في أواسط شهر رمضان سنة 1136ق ، وأتمّه في 21 شوال من نفس السنة في طالقان ۲ . وهذا يؤيّد أنّه رحل من قم إلى طالقان ، ولعلّه أقام

1.صرح بذلك سيدي الوالد ـ أدام اللّه ظلَّه ـ في التراث العربي ، ج۱ ، ص۲۳۶ ، وقبله الشيخ آقابزرك الطهراني في الذريعة ، ج۲۶ ، ص۴۹ (الرقم ۲۲۹) ، فراجع .

2.انظر : التراث العربي ، ج۲ ، ص۳۸۵ .

الصفحه من 547