غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) بين النصوص و النقود - الصفحه 31

فلابدّ حينئذ من وقوع البحث في الأمر الأوّل وهو: إثبات الغيبة بأحد من الأدلّة القطعيّة ، فنقول:
لاشكّ ولاإشكال عند المسلمين في أنّ قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) ونصّه على أمر دليلٌ قاطعٌ على صحّة ذلك الأمر ، سواءٌ كان في الأحكام الشرعيّة ، أو الأُصول الاعتقاديّة ، أو تفسير القرآن ، أو غيرها; لقوله تعالى : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ .
وقوله تعالى : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ .
وقوله تعالى : وَمَا يَنْطِقُ عَن الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى .
كما لاشكّ بين الإماميّة في أنّ قول الأئمّة من عترة النبيّ (صلى الله عليه وآله) حجّةٌ ثابتةٌ ودليلٌ قاطعٌ مع الكتاب والسنّة النبويّة; لنصّ حديث الثقلين ، وغيره ، ممّا أقاموه على ذلك في كتب الكلام ، إذا عرفت ذلك فنقول:

الاستدلال لهذا المدّعى بالكتاب وحده غير واضح:

إذْ لم نجدْ فيه إلاّ بعض الآيات التي تتضمّن ذكر ظهور العدل وغلبة الإسلام والمسلمين :
مثل قوله تعالى : فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ .
وقوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ .
وقوله تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَْرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ .
وقوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .
وقوله تعالى: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ .

الصفحه من 37