غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) بين النصوص و النقود - الصفحه 36

هذا الحديث ، فربما أوقعه في ذلك العصبيّة والالتباس .
هذا ، مع ما قيل في تأويله :
تارةً : بأنّ المراد تعظيم شأن عيسى .
وأُخرى: بأنّ المهديّ منسوب إلى «المَهْدِ» وليس من تكلّم في المهد أحدٌ إلاّ عيسى (عليه السلام) قال الله تعالى : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا .
نعم ، بقي الإشكال في هذه الأخبار بأنّ غاية مدلولها خروج رجل من أولاد فاطمة (عليها السلام) يلقّب بالمهديّ ، في آخر الزمان ، من غير تعيين لنسبه ، فلعلّه يولد بعد ذلك ، كما ذكره ابن أبي الحديد ۱ في شرح خطبة النهج ، ونسبه إلى أصحابه المعتزلة ، والزيديّة ، فلاتتمّ بها مسألة الغَيْبة ، ولانسب المهديّ على مدّعى الإماميّة ، فشأن هذا النوع من الأخبار مثل ما ذكرناه في الاستدلال بالآيات .
لكن يجاب عن ذلك ـ أيضاً ـ : بأنّها ـ وإن كانت بنفسها كذلك ـ لكنّ تتمّ دلالتها على المدّعى بقرينة الأخبار الواردة في النوع الثاني ، وهي ـ أيضاً ـ كثيرةٌ ، بعضها من طرق أهل السنّة ، وبعضها ـ وهي الأكثر ـ من طرق الشيعة .
وبما أنّ المؤلّفات من الفريقين كثيرةٌ ; فنحن نقتصر على ذكر المصادر الجامعة للأحاديث :
فمن مصادر الشيعة : كتاب «بحار الأنوار» للعلاّمة المجلسيّ ، فقد خصّص المجلّد الثالث عشر منه لذكر المهديّ (عليه السلام) وكذلك كتاب «إثبات الهداة» للحرّ العامليّ.
وأمّا مصادر العامّة : فقد جمع أخبارهم الگنجي في كتاب «البيان» كما سبق ، وكذلك المقدسيّ في «عقد الدرر» وجمع أحاديثهم الشيخ ابن البطريق في «كشف

1.حكاه عنه في «البحار» وهو موجود في المجلّد الرابع من شرح النهج ص۴۵۲ طبع بيروت ، في شرح قوله(عليه السلام) : «لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها» ثمّ تلا (عليه السلام) : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُم الْوَارِثِينَ)(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ۱۹ / ۲۹) .

الصفحه من 37