عليهم بالقتال لأصاب المؤمنين المجهولين ضررٌ وقتلٌ بغير علم ، فيدخل من ذلكمعرّةٌ وتبعةٌ من كراهة أو دية على المسلمين .
ولا يمتنع أن يكون الأمر في غيبة الإمام (عليه السلام) ـ أيضاً ـ كذلك; بأن يكون خروجه بالحرب والقتال ما قبل وقته موجباً لوصول هلاك أو ضرر إلى بعض المؤمنين أو المستضعفين المنتشرين في أنحاء الأرض ; من حيث لايعلمهم أصحاب الإمام وجنوده ، فلذلك لايعطيه الله القوّة والشوكة ، ولايأذن له بالخروج قبل وقته .
أو بأن يكون خروجه ـ كذلك ـ موجباً لهلاك مَن قدّره الله مؤمناً في أصلاب الكفّار ، كما قيل ۱ للصادق (عليه السلام) :ما بال أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقاتل مخالفيه في الأوّل؟
قال : لآية في كتاب الله عزّوجلّ: لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .
فقيل له: ما تزايلهم؟
قال: ودائع مؤمنون في أصلاب قوم آخرين .
فكذلك القائم ، لن يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع الله عزّوجلّ ، فإذا خرجت ظهر على مَن ظهر من أعداء الله ، فقتلهم .
فإن قيل: لِمَ جعل الله هذا الإمام ممنوعاً عن المداراة؟ فلِمَ لايكون مثل النبيّ(صلى الله عليه وآله)يدعو في أوّل أمره إلى الحقّ بالمداراة ، حتّى إذا مكّن الله له في الأرض يخرج بالحرب ، فيملأها قسطاً وعدلا بالقهر والغلبة؟
وهذا أولى من الاستتار التامّ ; فإنّ جماعةً ممّن يبتغون الحقّ والوسيلة إلى الله ينتفعون به كثيراً ، ويهتدون بنور هدايته ويخرجون من حيرة الضلالة والجهل بأحكام الله تعالى ، بل ربما ينقطع به جحود الجاحدين وارتياب المبطلين ؟
1.في البحار باب علل الغيبة وفي الإكمال (ص ۶۴۱) مسنداً نحوه بأدنى تفاوت .