إلاّ اسمه ولا من القرآن إلاّ رسمه .
وهناك أسئلة أُخرى حول هذا الوجه من علل الغيبة لكن لاأهميّة لها فأعرضنا عنها حذراً من الإطالة التي لاتناسب هذه العجالة ، وإنّما تعرّضنا لهذا القدر من التفصيل لما رأينا أنّ هذا الوجه وارد في أخبار متعدّدة عن الأئمّة(عليهم السلام)فأردنا أن نرفع عنه استنكار الغافلين .
وممّا ذكر من وجوه حكمة الغيبة:
«الامتحان» فإنّ من سنن الله تعالى امتحان العباد وابتلاءهم بما يثقل في نظرهم ويكبُر عندهم ، كما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الُْمجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ .
وقال تعالى: مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ . والآيات في ذلك كثيرة .
فلايمتنع أن يكون من ذلك إيجاب الإيمان بحجّة غائب ، والتديّن بولايته ، فقد مدح الله المتّقين في كتابه بإيمانهم بالغيب ، فقال: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ .
وفي الحديث ۱ : «أعظم الناس يقيناً قومٌ يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبيّ (صلى الله عليه وآله) وحجب عنهم الحجّة ; فآمنوا بسواد على بياض» .
وعن الباقر (عليه السلام) في حديث ۲ محمّد بن مسلم قال ـ بعد ذكر علامات الظهور ، وجملة من الملاحم ـ : «...فعند ذلك خروج قائمنا ، وذلك بعد غيبة طويلة ; ليعلم اللهُ من يُطيعُهُ بالغيب ، ممّن يعصيه» .
وعن الصادق (عليه السلام) في حديث ۳ طويل عن سدير الصيرفي قال الصادق (عليه السلام) :
1.البحار باب فضل انتظار الفرج ، وإكمال الدين (ص ۲۸۸) .
2.البحار باب علامات الظهور ، وإكمال الدين (ص ۳۳۰ ـ ۳۳۱) .
3.البحار ، باب ما فيه من سنن الأنبياء (ج۵۱) ، وإكمال الدين (ص ۳۵۶) .