المخفيّ» كما سبق ، وجمع العلاّمة شيخنا نجم الدين العسكري معظم أحاديثهم فيكتاب «المهديّ الموعود» .
خاتمة
هذا ما أردنا تنقيحه في المقام .
والكلام حول الغيبة ، وإن كان كثيراً مذكوراً في كتب الأصحاب ، حيث عقدوا له أبواباً متعدّدة ، وأوردوا في كلّ واحد منها أخباراً كثيرةً في علائم الظهور ، والفتن قبل الظهور ، وسيرة الإمام بعد الظهور ، ومقدار ملكه وسلطانه ، وكيفية فتحه وإقامة برهانه ، لكن كان غرضنا هو البحث عن أصل الغيبة وتحقيقها على مدّعى الإمامية ، ودفع التعجّب والإنكار عنها .
وقد بقي الكلام في أمر لابأس بالتنبيه إليه ، وهو: أنّه ما المراد من الغيبة؟
فهل هي عبارة عن الغياب عن الأبصار ، كالشمس المستترة بالسحاب ، فلا يراه أحدٌ إلاّ استثناءً ؟ أو اختصاص نظير ۱ ما وقع للنبيّ (صلى الله عليه وآله) عند بعض المشركين ، كما في مجمع البيان في قوله تعالى : وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً قال : إنّهم كانوا يؤذون النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذا تلا القرآن فحجبه الله تعالى عن أبصارهم ، وكانوا يمرّون به ولايرونه ؟ .
أو أنّها عبارةٌ عن عدم الظهور بإمامته ، وعدم البروز في حجّته ، وعدم المعروفيّة بالنسب ، فلاينافي أن يكون بالشخص ظاهراً بين الناس ، فيرونه ويتعاملون معه ، لكن لايعرفونه ؟
فنقول: المتبادر من لفظ «الغيبة» أو «الاستتار» هو الأوّل ، سيّما إذا أُضيفت إلى
1.وقد روى نظيره ـ أيضاً ـ في شأن الخضر (عليه السلام) منه أنّه يسمع صوته ولا يرى شخصه ويحضر حيث ذكر .