خلقه حجاباً ، يرونه ولايعرفونه» .
وفي حديث ۱ سدير عنه (عليه السلام) : «إنّ في صاحب هذا الأمر شبهاً من يوسف» .
فقلت: كأنّك تخبرنا بغيبته أو حَيرة! .
إلى أن قال ، قال الصادق (عليه السلام) : «فما تنكر أن يكون الله يفعل بحجّته ما فعل بيوسف ، فيتردّد بينهم ، ويمشي في أسواقهم ، ويطأ فرشهم ، ولايعرفونه ، حتّى يأذن الله له أن يعرّفهم نفسه» .
لكن يورد على ذلك : منافاته للأخبار الأُولى ، إلاّ أن يجمع بينهما بحصول كلتا الحالتين للإمام (عليه السلام) بدعوى أنّه لاتدلّ الأخبار الأخيرة ولا الأُولى على الانحصار ، فلعلّه تكون غيبته (عليه السلام) في بعض الأوقات على النحو الأوّل ، وفي بعض الأوقات على الثاني ، حسب ما وافق الصلاح .
وعلى كلّ تقدير: فهل يمكن مشاهدته مع المعرفة لبعض أوليائه وشيعته أحياناً ، أم لا ؟
وهذا ممّا وقع فيه البحث والكلام ، كما في كتاب «جنّة المأوى» للمحدّث النوري ، وإجماله: أنّه قد ورد في التوقيع منه (عليه السلام) إلى عليّ بن محمّد السمريّ سفيره الرابع : «أنّك تموت ما بينك وبين ستّة أيّام ، فاجمع أمرك ولاتوص إلى أحد ، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلاظهورإلاّ بعد إذن الله، وسيأتي مِن شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا ! فمَن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيّ والصيحة فهو كذّاب مفتر» .
وهذا الخبر رواه الصدوق عن الحسن بن أحمد المكتّب ، ورواه الشيخ ـ أيضاً ـ عن الصدوق .
و«الحسن بن أحمد» غير مذكور في كتب الرجال بمدح ولاقدح ، فيشكل الاعتماد عليه .
1.باب ما روى في الغيبة عن الصادق (عليه السلام) وغيبة النعماني(ص۱۶۳) .