التقيّة في القرآن و السنّة بين السائل و المجيب - الصفحه 43

تحت التعذيب .
فالآية صريحة في جواز إعلان الكفرلمن اضطرّ ، بشرط أن يبقى قلبه مطمئناً بالإيمان حفاظاً على حياته من أعداء الدين بإخفاء عقيدته الأصليّة باطناً ، والتظاهر بالباطل ، وهذا الإخفاء يسمّى بالتقيّة .
وقد كان في هذا القرار الإلهي نجاةُ كثير من المؤمنين المخلصين من الموت المحتوم الذي كان ينتظرهم على أيدي الكفرة الملحدين ، ولهذا عارض المنافقون هذا القرار واعتبروه انهزاماً وفراراً وارتداداً من الحقّ; لأنّهم وجدوا المؤمنين يتخلّصون من أيديهم بالتقيّة ، ثمّ بعد الخلاص يعودون إلى عملهم للإسلام .
وكذلك صار هذا القرار قاعدةً إسلاميّةً عامّةً للمسلمين في كلّ الأجيال; حيث وضعت أمام كلّ مؤمن يجد ضغطاً أو ضرورةً تُلجؤه إلى إظهار غير ما في باطنه ، يتخلّص بذلك من القتل أو التعذيب أو ما لايُطاق; فله ذلك مع الحفاظ على الشرط الأساسيّ وهو أن يبقى قلبه مطمئنّاً بالإيمان .
وهذا القرار العامّ ـ أيضاً ـ أثار المنافقين الذين سيطروا على رقاب المسلمين وباسم الإسلام وراحوا يبغون لهم الغوائل ويكيدون لهم المكائد ، في طول التاريخ الإسلاميّ وحتى اليوم ، فراحوا يُثيرون الشُبُهات ضدّ التقية ، وأنّها هي عين الكذب وهي النفاق ، وهي وهي . . .
وقد رأينا أن نقدّم ما أثير في وجه التقية بشكل أسئلة ، والإجابة على ذلك; لنزيح عنها تلك الإثارات ، والله المستعان:

سؤال 1: ما هو معنى التقيّة ؟

الجواب: أمّا معناه اللغوي فهو الاتّقاء ، الدفاع ، الخوف ، والتقوى ; لأنّ التقوى تحفظ الإنسان من سخط الله تبارك وتعالى .
وتَقى يتقِي تُقىً وتقاءً وتقيّةً بمعنى اتَّقى ، واتَّقى اتّقاءً صار تقيّاً .

الصفحه من 63