التقيّة في القرآن و السنّة بين السائل و المجيب - الصفحه 45

وكذلك يقول علاّمة أهل السنّة وحيد الزمان خان الحيدر آبادي ماتعريبه: «التقيّة ثابتة في القرآن إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً والجهّاليحسبون أنّ التقيّة مختصّة بالشيعة مع أنّها جائزة في المذهب السنّي ـ أيضاً ـ في حين وآخر ۱  .

سؤال 5: هبْ أنّك أخفيتَ عقيدتَك وأظهرتَ ما هو مخالفٌ للعقيدة الإسلامية ، ألاتخرج من الإسلام أوتوماتيكياً بمجرّد هذا الإعلان؟.

الجواب: الإيمان والكفر من الأُمور التي تتعلّق بالقلب في الحقيقة ، وليس لها علاقة لازمة بالتفوّه باللسان ، ولذا نرى أنّ الله سبحانه وتعالى وبّخ أُولئك الأعراب الذين أسلموا وادّعوا ـ مباشرةً ـ أنّهم مؤمنون . فقال سبحانه وتعالى: قَالَتْ الاَْعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُل الاِْيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ۲  .
والحقيقة أنّ الإظهار باللسان ـ وحده ـ لاأهميّة له في ثبوت الإيمان أو الكفر ، بل ربما يُقبل الاعتقاد القلبي بدون الإقرار اللسانيّ ، ولكن مجرّد القول باللسان بدون الاعتقاد القلبي غير مقبول .
ولقد ذمّ الله عزّوجلّ ذلك الإقرار اللساني المجرّد أشدَّ الذمّ حينما قال: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ۳  .
و نحن نعلم أنّ حياة المسلم ثمينةٌ جدّاً ، ولها أهميّة كبرى في شريعة الإسلام ، ويمكن أن ندرك الأهميّة التي تحوزها نفسٌ واحدةٌ في الإسلام، إذا قرأنا هذه الآية:

1.وحيد الزمان خان ـ أنوار اللغة ـ طبع بنگلور الجزء ۲۶ ص۸۴ .

2.(۲) سورة الحجرات آية ۱۴ .

3.سورة المنافقون آية ۱ .

الصفحه من 63