التقيّة في القرآن و السنّة بين السائل و المجيب - الصفحه 49

سؤال 7: قلْ ما شئت، ولكنّ الحقيقة الثابتة لاتتغيّر: أنّ التقيّة هي النفاق . ليس إلاّ .

الجواب: حاشا وكلاّ ، شتّان ما بينهما ; لأنّ بين التقيّة والنفاق فرقاً بعيداً بُعد المشرقين ; بل الحقيقة أنّ التقيّة هي نقيض النفاق .
إنّك إذا نظرت إلى الإيمان والكفر ، منضمّاً إلى اعلانهما ، فترى أنّ هناك أربع صور:
الأُولى: الاعتقاد الصحيح بالإسلام في القلب ، وإعلانه صراحةً باللسان ، وهذا هو الإيمان المبين .
الثانية: العقيدة المضادّة للإسلام في القلب ، وإعلان تلك العقيدة غير الإسلامية باللسان ، وهذا هو الكفر الصريح .
ولا ريب أنّ الإيمان الصريح هو نقيض الكفر الصريح ، وهذان أمران متناقضان ولايجتمعان في محلّ أبداً .
الثالثة: الاعتقاد المخالف للإسلام في القلب ، وإعلان الإسلام باللسان ، وهذا هو النفاق .
الرابعة: العقيدة الصحيحة الإسلاميّة في القلب ، وإعلان الاعتقاد غير الإسلامي باللسان ، وهذا هو التقيّة .
ولا شكّ أنّ التقيّة نقيض النفاق .
فالنفاق والتقيّة أمران متناقضان ، ولايجتمعان في محلّ أبداً .
ولقد رأيت بعد كتابة هذا البحث أنّ الإمام فخر الدين الرازي ـ أيضاً ـ أوضح هذه المضادّة بين التقيّة والنفاق في تفسيره :
«هذه إشارة إلى أنّ المعتمد هو ما في القلب ، فالمنافق الذي يُظهر الإيمان ويُضمر الكفر هو كافرٌ ، والمؤمن المُكرَه الذي يُظهر الكُفر ويُضمر الإيمان هو مؤمن ،

الصفحه من 63