التقيّة في القرآن و السنّة بين السائل و المجيب - الصفحه 59

يقول حزقيل هذا وهو يعني: أنّ ربّهم هو الله ربّي ، ولم يقل: إنّ فرعون الذيقالوا هو ربّي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ، وتوهّموا أنّه يقول: فرعون ربّي وخالقي ورازقي .
فقال لهم: يارجال السوء ، وياطلاّب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمّي ، وهو عضدي ، أنتم المستحقّون لعذابي لإرادتكم فساد أمري (إلى آخر الحديث) ۱  .
وهناك مثالٌ آخر لتورية المسيح(عليه السلام) كما نقله متّى في إنجيله:
«فذهب الفريسيّون ، وتآمروا كيف يوقعونه بكلمة يقولها ؟ فأرسلوا إليه بعض تلاميذهم مع محاربي هيرودس ، يقولون له: «يامعلّم ، نعلم أنّك صادق وتعلِّم الناس طريق الله في الحقّ ، ولا تبالي بأحد لأنّك لاتراعي مقامات الناس ، فقل لنا إذن ما رأيك ؟ أيحلّ أن تدفع الجزية لقيصر أم لا ؟
فأدرك يسوع مكرهم ، وقال: «أيّها المراؤون ، لماذا تجرّبونني؟ أروني عملة الجزية! .
فقدّمواله ديناراً ، فسألهم: لمن هذه الصورة ، وهذا النقش ؟
أجابوه: لقيصر!
فقال لهم:إذن ، اعطوا ما لقيصر لقيصر ، وما لله لله .
فتركوه ومضوا مدهوشين ممّا سمعوا» ۲  .
وكذلك نرى تورية ـ أو تقيّةـ القدّيس بولس ، حينما أُوقف أمام المجلس اليهودي للاستجواب: «وإذا كان بولس يعلم أنّ بعض أعضاء المجلس من مذهبالصدوقيِّين ، وبعضهم من مذهب الفريسيِّين ، نادى في المجلس: أيّها الإخوة ، أنا

1.أبو منصور الطبرسي ، الاحتجاج دار النعمان النجف ۱۹۶۶ ـ ۱۳۸۶ ج۲ ص۱۳۱ ـ ۱۳۲ .

2.الإنجيل كما دوّنه متّى ۲۲: ۱۵ ـ ۲۲ .

الصفحه من 63