فريسيّ ابن فريسيّ ، وإنّي أُحاكم الآن ! لأنّي أعتقد أنّ للموتى رجاء بالقيامة!
وهنا دبّ الخلاف بين الفريسيِّين والصدوقيِّين من أعضاء المجلس ، فانقسم الحاضرون ; لأنّ الصديقيِّين ينكرون القيامة والملائكة والأرواح ، أمّا الفريسيِّون فهم مقرّون بها كلّها ، وعلا الصياح ، فوقف بعض علماء الشريعة الموالين للفريسيّين يحتجّون بحماسة ، فقالوا: «لا نجد على هذا الرجل ذنباً ، فلربما كلمه روح أو ملاك!» ۱ .
ويكفي ـ ههنا ـ إيراد حكاية واحدة لإيضاح المراد :
كان هناك خطيب مصقع على المنبر ، والمجلس غاصٌّ بالمسلمين من بين سنيّهم وشيعيّهم . فأراد بعض الحاضرين إلقاء الفتنة وقال له: «تفضّلوا : من كان خير الناس بعد رسول الله ؟ أبو بكر أم عليّ ؟
فأجابه في الفور: «مَن كان بِنْتُهُ في بَيْتِهِ» وهذه الجملة يمكن تفسيرها بوجهين:
(1) من بنته في بيت النبي (أي أبو بكر) .
(2) من بنت النبيّ في بيته (أي عليّ(عليه السلام)) .
متى لا تجوز التقيّة ؟
سؤال 12: الآن علمنا أنّ التقيّةَ جائزةٌ في حالات مخصوصة ، بل هي مستحسنةٌ ، بل واجبةٌ ، فالرجاء أن تبيّنوا لنا: لماذا لم يعمل الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء بالتقيّة؟ .
لماذا ضحّى بكلّ ما عنده لأجل إقامة الحقّ والصدق ، ولم يلتجئ إلى التقيّة؟.
الجواب: لقد بيّنا في البداية أنّ التقيّة مبنيّة على أساس «اختيار أقلّ
1.أعمال الرسل ۲۳: ۶ ـ ۹ وبولس إن كان مراده من قوله «أعتقد أنّ للموتى رجاء بالقيامة أنّه يعتقد بقيام المسيح ثلاثة أيّام بعد «موته على الصليب» فهذا هو التورية ـ وإلاّ فهو التقيّة ـ .