صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 104

وبعد كلِّ هذا; فمن الواضح أنَّ الفتوحات المنتسبة إليهم يحتاج الأمر فيها إلىإثبات عدالتهم قبلها وبعدها ، إذ ليس من شرائط الفاتح لبلد أن يكون عدلاً متقيَّاً ، إذ قد روي : أنَّ اللَّه ينصر هذا الدين ولو بالرجل الفاسق أو الكافر ؟!
وما ذكره من سلسلة اللوازم على الطعن في الصحابة; من لزوم الجرأة على القرآن والطعن فيه أو لزوم الطعن في السنَّة لأنَّ ذلك طعن في حَمَلَتِها ، وتشويه أمجاد الإسلام وحضارته .
فكلّ تلك لوازم فاسدة ، بل هي غير لازمة للكشف عن فساد بعضهم ، أو كذب دعواه الصحبة له ، أو دعواهم الصحبة له (صلى الله عليه وآله) قط .
فإنَّ صدور طعن في بعض الصحابة ليس مانعاً عن الرواية عن الصحابة الآخرين الذين لم يرد فيهم طعن ، والفرض عدم توقف الوثوق بالسنَّة أو وصول القرآن وتواتره على أولئك الأشخاص المطعون فيهم .
والخلاصة: أنَّ الذي يبدو لنا أنَّ هذا الكاتب ليس له غرض أساسي في توثيق وتعديل كل الصحابة ، ولكنَّه لمَّا لم يجد طريقاً أو وجهاً يستطيع به توثيق الشيخين وبعض من تابعهم ومالأهم ، اضطرَّ للقول بعدالة كل الصحابة ، فوقع في مشكلة أكبر منها .
فارجع أخي القارىء إلى رشدك وابحث عن الحقيقة ، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل ، وستسأل في قبرك ويوم القيامة عن معتقداتك ،

الصفحه من 152