صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 107

والحاكم وابن كثير والبيهقي حين أخبرهم الرسول بقدوم قافلة أبي سفيان فتكلَّمأبوبكر فأعرض (صلى الله عليه وآله) عنه ، وتكلم عمر فأعرض (صلى الله عليه وآله) عنه ، ثمَّ قام سعد بن معاذ فتكلم ، فسُرَّ (صلى الله عليه وآله) بقول سعد ونشَّطه ۱ » ولكنَّ مثل صاحب تفسير الكشاف ۲ ممَّن خان الأمانة فقال: «فتكلم أبوبكر فأحسن وتكلم عمر فأحسن . .» ومحا بتزويره إعراض النبي عنهما ۳  .
وأمَّا الخليفة الثالث فلمَّا ساءت علاقته مع المصاهر له والمُنَصِّب له خليفةً في شورى الستَّة عبدالرحمن بن عوف ، لقيه الوليد فسأله عن عدم حضوره مجلس الخليفة ، فأجابه: أن أبلغ عني الخليفة أنِّي لم أغب عن بدر ، ولم أفرَّ يوم عينين «أحد» ۴  .
وفيه تعريض بغيابه عن بدر ، والذي عبَّر عنه البعض بالفرار ، وذلك لخروج كل المسلمين فيها أو أغلبهم ، إذ كانت هي المعركة الفاصلة ، وتعريض بفراره في معركة أحد كما سيأتي .
هذا كله مع سبق وعد اللَّه لهم إمَّا اغتنام القافلة التي خرجوا لها ـ عِيْر قريش ـ وإمَّا النصر ، ومع كل هذا لم تكن لهم رغبة في ذلك .

1.صحيح مسلم: ۳ / ۱۴۰۳ ـ ۱۴۰۴ برقم ۱۷۷۹ ، المستدرك: ۳ / ۲۸۳ برقم ۵۱۰۴ ، السيرة النبويَّة لابن كثير: ۲ / ۳۹۱ ـ ۳۹۵ ، دلائل النبوة للبيهقي : ۳ / ۱۰۶ .

2.تفسير الكشاف : ۲ / ۱۹۸ .

3.وقيل إنَّ ما قالاه فيه نظر لعزَّة قريش وأنَّها ما ذلت مذ عزَّت . .ونظير هذا الكلام الذي أوجب من النبي الإعراض عنهما ، فلاحظ مغازي الواقدي: ۱ / ۴۸ ، ولكنَّ حبَّ الشيء يعمي ويصم !!

4.تاريخ المدينة ; ابن شبة ۳ / ۱۰۳۳ ، مسند البزار: ۲ / ۵۲ ، وفيه تبرير من عثمان لمَّا وصله كلامه بأن قال: أمَّا إنَّما لم أحضر بدراً لمكان ابنة رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله)وأمَّا الفرار من معركة أحد فقد عفا اللَّه ورسوله عمن فرَّ من المعركة» واللطيف في الأمر أنَّ الخليفة عثمان قد فرَّ عن محل المعركة حتى وصل إلى ينبع ، فاحسب المسافة بين جبل أحد في المدينة ومدينة ينبع ، وعليك استنتاج مقدار شجاعة الخليفة وبسالته !! حتى قال له النبي لمَّا رجع: لقد ذهبت بها عريضة .

الصفحه من 152