صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 108

فإن لم يكن ما صدر منهم حاكياً لامتناع; فلا أقل من الشك في وعد اللَّه لهم ، فماذا تقول أيها الشيخ الجليل؟
ولمَ غضضت النظر عن مثل هذه الآية ولم تذكرها ؟؟
المقطع الثاني: قوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُل الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُم وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إنْ كُنتُم مُؤْمِنِين . الأنفال : 1
وفي هذه المقاطع من الآيات يبين القرآن حكم الأنفال ، ولكنَّ الذي يظهر من آخر الآية أنَّهم قد اختلفوا فيها وتخاصموا ـ كما تشير له بعض الروايات ـ ولذا قال في آخرها فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُم ، والأمر بالتقوى ليس إلا لإمكان فعل مخالف للتقوى ومناف لها ، وكذا أمرهم بإصلاح ذات البين ليس إلا لوقوع ما يوجب النزاع والتخاصم ، ثمَّ التعقيب على ذلك بوجوب إطاعة اللَّه ورسوله وأنَّ إيمانهم مشروط بالالتزام بتلك الإطاعة .
ومن الشواهد على وقوع التخاصم بينهم ما رواه أبو أمامة قال: سألت عبادة ابن الصامت عن الأنفال ؟ فقال: «فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل ، فساءت فيه أخلاقنا فانتزعه اللَّه من أيدينا وجعله لرسوله ، فقسَّمه رسول اللَّه بين المسلمين» ۱  .
بل في بعضها ممَّا مرَّ من المصادر السابقة : أنَّ النبي أمر أحدهم بوضع السيف الذي غنمه في موضع ما يأخذه المسلمون فقال: وضعته ورجعت وفي نفسي شيءٌ لا يعلمه إلا اللَّه !!
فياترى ما هو الذي في نفسه؟ أيها الكاتب!!؟

1.مسند أحمد: ۵ / ۳۲۲ ، السيرة النبويَّة: ۳ / ۲۱۹ ، مجمع الزوائد: ۷ / ۲۶ ، تفسير ابن كثير: ۲ / ۲۸۴ ، وتوجد نصوص أخرى مقاربة لها في الألفاظ .

الصفحه من 152