صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 131

معهم 1  ، لكنَّه من المؤمنين حقاً فلم يمانع النبي في حضوره معهم ، وذلك لمعرفته به .
وممَّن كان في بيعة الرضوان عبداللَّه بن أبي، رئيس المنافقين ، ومن المعروف المسلَّم أنَّ عبد الله هذا ممَّن شهد البيعة .
وممَّن حضر البيعة أيضاً الحرقوص بن زهير السعدي أو التميمي ، وهذا صار من رؤوس الخوارج بعد ذلك ، بل هو الذي قال للنبي ، «اعدل يا محمد» ، وقد تقدم منَّا ذلك .
ثالثاً: إنَّ متعلق الرضا في الآية مبهم ، وعلى هذا فلا يمكن لنا ولا له بأن نحدد متعلق الرضا ما هو ؟
ولكنَّ الذي يمكن البحث فيه هو أنَّ الإهمال لمتعلق الرضا لا يمكن من قبل الحكيم تعالى ، حيث يلزم أن يكون صدور الرضا منه تعالى عنهم سواء فعلوا ما يوجبه أو لا . وكذا الإطلاق غير ممكن في المقام ، وذلك للزوم أن يصدر الرضا منه تعالى عنهم حال صدرو أي فعل ، وفي كل زمان ـ الماضي والحاضر والمستقبل ـ وكلّ مكان ، وهذا ما لا يلتزم به عاقلٌ ، خاصَّة مع ملاحظة آيات العذاب لبعضهم وما نزل فيهم ، وتكفينا شاهداً على هذا سورة الفاضحة ـ التوبة ـ .
إذن; فليس إلا تقييد الرضا ، فلابدَّ من كون الرضا مقيَّداً بالرضا في زمان خاصٍّ وعن فعل مخصوص في ظرف قد اختصَّ به ، والمرضيُّ عنهم جماعةٌ خاصَّة كما نصَّت عليه الآية ، علاوة على كون ذلك غايته ذلك الزمان ، دون ما بعده من الزمان .
إذن; فلا دلالة في الآية على شيء من الإطلاق ممَّا يروم إثباته هذا الكاتب .
المقطع الرابع: قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِن المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَار وَالذِّينَ اتَّبَعُوهُم بِإحْسَان رَضِي اللَّهُ عَنْهُم وَرَضُوْا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّات تَجْرِي

1.صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله): ص ۲۶ .

الصفحه من 152