صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 100

يقلع عنه، ولايردعه رادع ولا لوم لائم ۱ وذكر عن قبيصة بن ذؤيب أنَّ عمر جلدهفي الخمر: ثمان مرّات ۲ وفي رواية أخرى: أربع مرَّات ۳ وفي أخرى: سبع ۴  .
تلك عشرة كاملة ، وإن كان في زوايا الكتب والروايات الكثير منها .
وأمَّا الآيات التي ادّعى الكاتب أنَّها نزلت في فضلهم ، فليدلنا عليها!!
إذ ليس إلا آية بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وهذه ـ كما يقول العلماء ـ : قضية خارجيَّة مختصّة بجماعة خاصَّة ، وهم خصوص مَن بايع تحت الشجرة ، فلا تشمل غيرهم .
مع أنَّ آخرها يصرِّح بالتهديد لمن كفر بعد ذلك .
وفي آية أخرى يصرّح بسوء العاقبة لمن نكث بعد ذلك .
وفي ذلك كلّه إشعار بتوقّع النكث والكفر من بعضهم بعد ذلك .
بل التصريح بوقوعه متحققٌ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)من قوله تعالى : وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَت مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعْقَابِكُم وَمَنْ يَنْقَلِب عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً۵  .
فإن منعت دلالة هذه الآيات والروايات على مدّعانا ، فالمنع عن مدّعاك ممَّا ذكرتَ من آيات وروايات أولى وأولى .

1.الاستيعاب: ۴ / ۱۸۲ ، بل هو القائل شعراً:إذا متُ فادفنّى إلى جنب كرمة *** تروِّي عظامي بعد موتي عروقهاولاتدفنني بالفلاة فإنَّني *** أخاف إذا ما متُّ أن لا أذوقهامعجم البلدان: ۲ / ۲۶۳ .

2.الاستيعاب: ۴ / ۱۸۳ ، المصنف: ۷ / ۳۸۱ باب حد الخمر ، ۹ / ۲۴۷ .

3.فتح الباري: ۱۲ / ۸۱ .

4.المصنف لعبد الرزاق: ۹ / ۲۴۷ .

5.آل عمران: ۱۴۴ .

الصفحه من 152