صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 105

بل ستسأل حتى عن الأشخاص الماضين والمعاصرين لك ، إذا كان توليهم ديناًيدان به ، فهيء جواباً يصنع لك طريقاً من قبرك للجنَّة ، فإنَّك ستكون وحدك في قبرك ، ولن ينفعك فلان وفلان حباً ولا دفاعاً ، بل النافع لك هو اتباعك للحق ، والحقُّ بتصريح النبيّ (صلى الله عليه وآله) عند عليّ : «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ» ۱  .
فانظر لحالك إن لم تكن معه ، فمن الآن فسارع والتحق بركب علي(عليه السلام) قبل أن يعاجلك الفناء ، وليس بعد ذلك إلا الحساب ، وحينئذ لسان حال المتخلف عن ركب عليّ: رَبِّ ارجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً۲

النقطة الرابعة ۳ : غزوات النبي (صلى الله عليه وآله):

لقد استند في الأدلة التي عرضها من آيات وروايات إلى ما ورد من مدح للصحابة في ما بذلوه في الغزوات مع النبي (صلى الله عليه وآله) من نفس ونفيس من مال وأولاد وعتاد ، وهذا المدح من القرآن لهم قد خلَّدهم ، وسدَّ طرق الطعن عليهم أو تخوينِهم في أدب التلمذة والتعلّم من النبي(صلى الله عليه وآله) .
ولنأخذ جولة سريعة حول تلك الآيات التي ادَّعى توافرها على هذا المعنى .
فهنا مواقف:

الموقف الأوّل: ما يتعلّق بمعركة بدر:

ففي مرحلة التهيؤ لها كان المسلمون من جهة قد أخذتهم هيبة قريش وقوتها ،

1.مجمع الزوائد: ۷ / ۲۳۶ وقال : إنَّ رجاله رجال الصحيح إلا سعد بن شعيب ، وهو اشتباه من النساخ فهو سعيد بن شعيب شيخ صالح صدوق راجع في ترجمته تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني : ۴ / ۴۸ ، سنن الترمذي: ۳ / ۱۶۶ ، جامع الأصول: ۹ / ۴۲۰ ، المستدرك: ۳ / ۱۳۴ ، والكثير من المصادر الأخرى .

2.المؤمنون: ۱۰۰ .

3.قد ذكر هذا الكاتب بعض غزوات النبي وبعض الآيات النازلة فيها ، فراجع كتابه : صحبة رسول الله(صلى الله عليه وآله): ص ۲۳ وما بعدها .

الصفحه من 152